الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرهاب الاجتماعي أثر على ثقتي بنفسي، وأضعف علاقاتي واحتكاكي بالناس

السؤال

السلام عليكم

مشاكلي:

1- عندما يحدث معي موقف أكون مخنوقة، ولا أعرف كيف أتصرف أو ماذا أقول، وأشعر بالرعشة والارتباك، لكن عندما أعود إلى المنزل أتخيل ذات الأشخاص وكأنهم أمامي، وأختلق حوارا على حسب مزاجي، وأتحدث معهم كأنهم معي بصوت عال، مهما كان الموقف تافها، ومبالغة في أحلام اليقظة وتخيل الأشخاص.

2- أنا أحب الناس كثيرا، وقادرة على تكوين صداقات، ولكن سريعا ما تختفي هذه الصداقات بسبب ضعف شخصيتي، وعدم الحكمة في التصرف أو القول، وهذا يؤلمني لأني أعاني من عدم حسن التصرف والحكمة في كثير من المواقف.

3- عندي رهاب من التجمعات التي يوجد بها الرجال لقلة جمالي، وعدم ثقتي في نفسي، فماذا أفعل؟ عمري 20 سنة، وكل هذه المشاكل معي منذ أن كنت في العاشرة من عمري، مع العلم أني في الفترة الحالية الوقت لا يناسبني لأن لأذهب إلى دكتور نفساني.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جالا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت لديك درجة بسيطة من الخوف الاجتماعي، ولديك مفاهيم خاطئة أيضًا حول نفسك ومقدراتها، فقد قللت من شأنك كثيرًا، هذا فكر خاطئ.

وشعورك بالحرج في الأماكن التي يوجد فيها الرجال لقلة جمالك هذا مفهوم خاطئ جدًّا، أنت لست هنا في موقف يجعلك تعرضين نفسك على الرجال، لا، هذا ليس موقفًا صحيحًا أبدًا، كوني واثقة في نفسك، كوني قوية، الصورة الإيجابية عن الفتاة تُبنى من خلال رزانتها وأخلاقها ومعرفتها، وباحترامها لذويها ومشاركتها بين زميلاتها في مرافقها التعليمي ومن خلال بر الوالدين، وطاعة الله بصورة مطلقة، هذا هو الذي يُجمّل الإنسان شكلاً وخُلقًا وجمالاً.

غيّري مفاهيمك حول نفسك -أيتها الفاضلة الكريمة-، هذا مهم جدًّا.

النصيحة الثانية هي: أن تنظمي وقتك، تنظيم الوقت يعطي الإنسان الشعور بالفعالية، وحين يأتي الشعور بالفعالية يختفي الشعور أو الخوف من الفشل. من الواضح أنه لديك مخاوف من الفشل، وأنا أؤكد لك أنه أصلاً لا يوجد فشل، لأن حتى الذين حاولوا وفشلوا لم يستمروا في محاولاتهم، ولو كانوا استمروا في محاولاتهم لنجحوا يومًا من الأيام.

إذًا تنظيم الوقت يجب أن يكون هو همّك الأساسي، خصصي وقتًا لدراستك، ووقتًا للتواصل للاجتماعي، خاصة على مستوى مؤسستك التعليمية، وكوني أيضًا فعّالة داخل أسرتك، هذا يعطيك الكثير من الثقة في نفسك.

أنصحك أيضًا بأن تتمرني على تمارين الاسترخاء، هذه التمارين مفيدة جدًّا، تساعد كثيرًا في زوال الانقباض والاختناق النفسي الداخلي، والذي أصلاً مرده إلى القلق، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) فيها بعض التوجيهات المفيدة جدًّا، فأرجو أن تستفيدي منها وتأخذي بها.

وهنالك بعض الكتب الجيدة التي كُتبت في مجال التنمية الذاتية وتطوير الذات، فيمكنك أن تتحصلي على أحد هذه الكتيبات، -وإن شاء الله تعالى- تجدين فيه فائدة كبيرة جدًّا.

إذًا خلاصة الأمر هي أن تعيدي تقييم نفسك، لا تظلمي نفسك، لا تحقري ذاتك، كل مفاهيمك هذه مفاهيم خطأ ليست صحيحة، أنت لست بأقل من الناس، شخصيتك ليست ضعيفة، لكن تأتيك هذه الإشارات السلبية نسبة لعدم تقديرك لذاتك بصورة صحيحة، إذًا اسعي لأن تكوني منجزة، لأن تكوني فعالة، وهذا سوف يشعرك بقوة شخصيتك وثقتك في نفسك.

إذا استمرت معك هذه الأعراض لمدة أطول، فهنا تشاوري مع أهلك واذهبي إلى طبيب نفسي، حيث إن أحد الأدوية المضادة لقلق الرهاب سوف تساعدك كثيرًا.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً