الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقدت الوظيفة بسبب فيروس الكبد، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبلغ من العمر 24 عاما.

المشكلة: أعاني من فيروس (C)، وبدأت المشكلة عندما كنت أحلم بالسفر إلى الخارج لأحقق طموحاتي، ولكن بعدما انتهيت من كل الإجراءات، وكل شيء، وأجريت تحليلا للفيروسات، كانت النتيجة C (Positive).

كانت صدمة بالنسبة لي، وكل شيء ضاع في لمح البصر، طلب مني الطبيب إجراء تحليل (PCR)، وكانت النسبة قليلة جدا، وطلب مني أيضا إجراء أشعة تليفزيونية على الكبد لمعرفة مقدار تليف الكبد، وكانت النتيجة (F0) لا يوجد تليف مطلقا، فقال لي الطبيب: هذا الفيروس خامل وليس له خطر عليك، ولن تحتاج علاجا مطلقا.

الآن أجد مشكلتي صعبة جدا، كان أمامي التقديم في وظيفتين في أكبر الشركات الحكومية، ولكن طلبوا مني تحليل الفيروسات، وبعدما كنت منتظرا جواب التعيين؛ قالوا لي: نأسف لن نقدر على إعطائك الجواب؛ لأنك مصاب بالفيروس (C)، غضبت جدا جدا، ولم أفعل أي شيء، ما هو ذنبي أن أصاب بالفيروس في هذا السن؟

أنا الآن أمامي التقديم في وظيفة أخرى في شركة كبيرة جدا، ولا أريد أن تضيع مني تلك الفرصة مرة أخري، فما الحل؟

أريد علاجا يخفي الفيروس في تحليل الدم، أو اسم حقنة تخفي تحليل الفيروس، وما هي النصائح الواجب اتباعها؟

أرجو مساعدتي في مشكلتي، وشكرا لحضرتكم جميعا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Eng حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

أولا: أريد أن أشرح كيف يتم انتقال الفيروس (سي) من المريض إلى الآخرين ويكون ذلك بالطرق التالية:

- التعرض للدم, أو بعض مكوناته, أو الإبر, أو الآلات الحادة. ومصدر الدم المسبب للعدوى قد يكون: النزيف من جرح, أو من الأنف, أو الدورة الشهرية, أو الأدوات الشخصية, مثل: فرشاة الأسنان, أو الأمواس, أو الأدوات المستخدمة في تجميل الأظافر.

وغالبًا لا تنتقل عدوى فيروس (سي) بالعلاقة الجنسية، وإنما تزيد فرصة انتقال الفيروس جنسيًا في الذين لهم أكثر من شريك جنسي.

ونادرًا ما ينتقل فيروس (سي) من الأم المصابة إلى الطفل حديث الولادة, ولكن تزيد فرصة انتقاله إذا كانت الأم مصابة بمرض الإيدز في نفس الوقت.

لذا فإنه ينتقل عن طريق المشاركة في الإبر المستخدمة في الحقن الوريدي, أو من تم له نقل الدم قبل عام 1992م, أو الأجهزة الطبية, مثل: جهاز الغسيل الكلوي الدموي, أو وخز الإبر, أو الوشم, أو المشاركة في استخدام أدوات شم الكوكايين, أو المشاركة في استخدام الأدوات الشخصية, مثل: فرشاة الأسنان, أو الأمواس, أو قصاصات الأظافر.

ولا ينتقل فيروس (سي) عن طريق الاحتضان, أو المصافحة, أو تقبيل اليد, أو الخدود, أو العطس, أو الكحة, أو المشاركة في الأطباق, أو الأكواب, أو أي علاقة أخرى ليس فيها تعرض للدم.

وبعد 20 يوما من الإصابة تقريبا تظهر المضادات للفيروس، والتي تبقى مدى الحياة؛ لذا فإن المعالجة تكون للتخلص من تكاثر الفيروس، وأنت عندك التعداد قليل، ولذا فإنك لا تحتاج للعلاج.

أنت بسبب أن التعداد منخفض، والكبد لم يتأثر بالفيروس، وحتى مع العلاج فإن المضادات تبقيه، وهي تشير إلى أن الجسم قد شكل مضادات ضد الفيروس، وهي لا تعني بالضرورة أن الجسم قد تخلص منها، وإنما الجهاز المناعي قد تعرف على الفيروس الذي كان موجودا في الجسم أثناء فترة الإصابة وشكل مضادات ضده، ومثل باقي الأمراض الجرثومة فإن هذه المضادات تبقى مدى الحياة، وفي 80-85% من الحالات لا تكون هذه المضادات كافية للتخلص من الفيروس؛ فيسبب إصابة مزمنة، وقد تسبب التهاب كبد مزمن.

لا يوجد أي علاج يجعل تحليل المضادات سلبيا، وإنما العلاج -كما قلت- يعطى لمن عنده تعداد عالي للفيروس، وتأثر الكبد، والعلاج يقلل من تكاثر الفيروس، ويتم متابعة العلاج بتعداد الفيروس، وتحاليل الكبد، والأمواج فوق الصوتية، وليس بتحليل مضادات الفيروس.

نرجو من الله أن يعوضك، ومن رضي بما قسمه الله له فإن الله سيعوضه خيرا من ذلك، فكن واثقا أن الله لطيف بعباده، وأنه يقدر ويلطف، فلا تيأس من رحمة الله.

والحمد لله أنك لا تحتاج للعلاج، وأنت من ال 20% ممن استطاعت أجسامهم أن تمنع تكاثر الفيروس، وأنك لست من ال 80% الذين عندهم تكاثر في الفيروس ويحتاجون للعلاج، واعلم أن 13% من سكان مصر عندهم فيروس الكبد (سي).

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة، والتوفيق فيما تصبو إليه، وأن يعوضك خيرا، والخيرة فيما اختاره الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً