الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قريبتي ترى كوابيس وتسمع أصواتاً، فبماذا تنصحونها؟

السؤال

السلام عليكم.
شيوخنا ودكاترتنا الأفاضل، حفظكم الله وبارك بكم.

لدي قريبة لا تنام الليل، وسأذكر لكم التفاصيل حتى تستطيعوا أن تشخصوا حالتها بشكل أكبر.

هي متزوجة، وعمرها 34 سنة، لديها أربعة أولاد، لا تستطيع النوم ليلا أبدا، وبدأت حالتها هذه بعد ولادة ابنتها منذ قرابة خمسة شهور.

والأعراض التي تشعر بها: تستيقظ مفزوعة مرتعبة، ويصاحب هذا الرعب رجفة في كامل جسمها لثوانٍ، وغالبا ما تستيقظ وهي تصرخ، ودائماً ما ترى كوابيس تُفزعها، مع أنها تكون شديدة النعاس، ولا تقوى على أن تفتح عينيها، ويرافقها أيضا خدر لكامل جسمها في كثير من الأحيان، وخاصةً في منطقة الرأس، وتشعرُ بصداعٍ عندما تغيب الشمس، وأيضاً أطراف اليدين والقدمين تؤلمانها، مع أنها قامت بالذهاب إلى الطبيب، وعمل تحاليل، وتبين لهم أن كل شيء طبيعي.

ولأذكر شيئاً: عندما تنظر إلى المرآة تشعر بأنها ليست نفسها، ودائما ما تشعر بأن أحدا ما يراقبها أو يتبعها، وفي ليلة من الليالي استيقظت من نومها بعد أن فزعت وسمعت صوت الحنفية [صنبور الماء] يفتح ويغلق نفسه بنفسه، وكذلك فلتر الماء بالمثل، ولا تعرف إذا ما كانت أوهاماً أو أنها حقيقة.

وقد استشرنا شيخا مختصا ولكنه بعيد عن منطقتنا، وقال يجب أن يرى لها شيخاً في الحال، وأخبرهم بأن قرينتها منزعجة منها، وأنها تريد أن تنتقم منها.

وقد ذهبت إلى شيخ، وقام برقيتها، ولكن زادت حالتها تعقيدا، حيث أنها كانت في الأول تنام بضع دقائق أو ربما نصف ساعة ليلا، أما الآن فلا تستطيع أن تنام أبدا في الليل، وهكذا إلى أن تشرق الشمس.

ولأحيطكم علما: فإن هذه الحالة تكررت معها عندما أنجبت ابنتها الأولى، واستمرت لعدة شهور، ثم قد عادت الآن مجددا بعد أن أنجبت الابنة الأخرى.

إخوتي الأفاضل هذا هوا حال قريبتي، وكلي أمل بالله أولا ومن ثم بكم أن تجدوا علاجا يريحها ويقر عينها، ويبث في قلبها السكينة والاطمئنان، وأتمنى الرد سريعا، فحالتها تزداد سوءا في كل يوم يمضي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ طريقي إلى الجنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

هذه الأخت في غالب الظن أنها تُعاني مما نسميه بقلق المخاوف الاكتئابي، والذي قد يحدث بعد الولادة، وفي ذات الوقت لها بعض الشكوك الظنية البسيطة، ولكن أعتقد أنها مرتبطة بالخوف.

هي أيضاً محتاجة لأن تقوم بإجراء تخطيط للدماغ، لأن عدم النوم الليلي خاصة إذا كان مرتبطا بالفزع ربما يكون ناتجاً من خلل بسيط في كهرباء الدماغ، فيا -أخي الكريم- دعها تذهب وتقابل الطبيب النفسي، وسوف يقوم بالواجب حيالها، وأنا متأكد أنه سوف يقوم بتخطيط الدماغ، وبعد ذلك سوف يصف لها أحد الأدوية المناسبة، وربما يكون عقار سيروكويل هو الأفضل بالنسبة لها، فهو عقار رائع جداً، ويعالج هذه الحالات بصورة ممتازة جداً، فقدموها إلى الطبيب، ولا بأس بأن يُقرأ عليها، وأن تُرقى، ولكن ليس الأمر أكثر من ذلك، أي لا تدخلوا في توهمات حول العين والجن والسحر، نعم هي حقائق موجودة، ونؤمن بها إيمانا قاطعاً، ولكن ليس بالطريقة التي يتداولها الناس مما أضر بالكثير من أفراد هذه الأمة، والله خير حافظا.

والإنسان يحرص على دينه وصلاته، وترتيل قرآنه، والدعاء والذكر، وأن يرقي الإنسان نفسه، وأن يعرف أن النافع هو الله، وأن الضار هو الله، والأمر لا يتعدى ذلك.

لا أريدها أن تنتقل من شيخ إلى شيخ، هذا ليس بالأمر الصحيح، وقد يؤدي إلى مزيد من التراكمات، حالتها بسيطة جدا كما ذكرت لك، وتعالج طبيا من خلال ما أوردته لك.

نسأل الله لها العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك كثيراً على اهتمامك بأمرها.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً