الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحساسية الشديدة تؤثر في حياتي سلبا وتثير خوفي من الناس

السؤال

السلام عليكم

أنا لا أستطيع المذاكرة، وحساسة، وأخاف الوقوف أمام الجمهور، ولا أثق بالناس، ومترددة، ولا أستطيع التعبير عن مشاعري، وأحس بكل حركة يفعلها الناس يقصدون بها إهانتي، وسريعة الانفعال والعصبية ومزاجية، وأخاف الإقناع وغير راضية عن شخصيتي، وأحس أن الناس يقولون عني ضعيفة، ويخططون لشيء يفعلونه بي، وأخاف الناس، وإذا غضب مني شخص ببالي أحس أنه سيقتلني بمسدس أو سيطعنني، وأحس أن لا فائدة لي، وﻻ أحس بالأمان، وأفكر دائما بالماضي ومشاكلي.

وأحزن جدا وتنزل دموعي على أتفه شيء، ولي بكل مكان شخصية، وأحس أني ناقصة عن كل من حولي، ووجودي مثل عدمي، ونبضات قلبي تزيد وتصبح قوية، وأخاف من شيء لا أدري ما هو، أحس أني سأموت، وأختنق وأرغب في الانتحار لكنه حرام، وسأخلد في النار إن فعلتها، أخاف الدفاع عن نفسي، أحس بالشلل وعدم القدرة على شيء، أنا غالباً حزينة، لأني أخاف أن لا أستطيع أن أعيش حياتي هذه الفترة كما باقي من في سني، أريد حلاً، وماذا تسمى حالتي؟

شكراً جزيلاً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال على هذا الموقع.

سبحان الله كل هذه المعاناة، وأنت ما زلت في 15 من العمر! وربما الكلمة الأساسية والتي تشير إلى تشخيص الحالة التي أنت عليها، هي ما ورد في أول سؤالك من أنك "حساسة"، وهذا واضح من مجمل الأعراض الكثيرة التي وردت في السؤال.

وبشكل عام يميل بعض الناس إلى شيء من الحساسية في شخصيتهم، ويبدو أنك واحدة من هؤلاء، حيث تتأثرين بالأحداث والكلام الذي يجري من حولك، ونرى عادة هذا الشخص يفكر طويلا فيما جرى أو فيما قيل له أو أمامه، ويرتبك أمام الآخرين، وقد ينفعل وحتى بالشكل الجسدي فترتجف بعض عضلاته مثلا، وذلك من شدة الارتباك. ولعل ما يمرّ بك هو أيضا نوع من الارتباك أو الرهاب الاجتماعي، بسبب هذه الحساسية الزائدة عندك، وهو من أكثر أنواع الرهاب، وإن كان العادة أن يحدث الارتباك أمام الغرباء، وكما يحدث معك من الوقوف أمام الجمهور.

وما يعينك على التكيف مع هذا الحال عدة أمور، ومنها: محاولة التفكير بأن للناس همومهم الخاصة، فليس عندهم وقت ليضيعوه في تتبع أمورك أو أمور غيرك، وكما يُقال عندهم ما يكفيهم، فيمكن لهذه الفكرة أن تبعد عنك شبح مراقبة الناس لك، فهم منشغلون عنك، وبصراحة "مو فاضيلك"، وأنت لست مركز اهتمامهم، وهذا مما يمكن أن خفف من ارتباكك أمامهم!

الأمر الثاني الذي يمكن أن يعينك: هو أن تذكري أنك في 15 من العمر، وأن أمامك الوقت الكافي لتتجاوزي هذا الحال، وخاصة إن بادرت باتخاذ بعض الخطوات التي تعينك على تجاوز هذا.

تذكري أن التجنب، كتجنب الوقوف أمام الناس والحديث معهم، هذا التجنب لن يحلّ المشكلة وإنما سيزيدها شدة، فحاولي الاقتراب قليلا منهم سواء في المدرسة أو غيرها، واسألي المعلمات والطالبات ولو سؤالا بسيطا، ولا شك أن المحاولة الأولى ستكون صعبة بعض الشيء، إلا أنك ستلاحظين أن الأمر أبسط مما كنت تتوقعين، وهكذا خطوة خطوة ستتعلمين مثل هذه الجرأة، وبذلك تخرجين مما أنت فيه.

وثالثا: مما يعينك أيضا وخاصة عندما تشعرين بأن الارتباك قادم، وهو القيام ببعض تدريبات الاسترخاء كالجلوس في حالة استرخاء والقيام بالتنفس العميق والبطيء، فهذا سيساعدك على ذهاب أعراض الارتباك والارتعاش.

وفقك الله ويسّر لك تجاوز ما أنت فيه، وما هي إلا مرحلة عابرة، وستتجاوزينها، عاجلا أو آجلا، -وإن شاء الله- يكون الأمر عاجلا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً