الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنتابني رجفة وتشنج عند الضحك ما سببها؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من قلق شديد واكتئاب، ومشكلتي بدأت منذ 12 سنة،
ملخص ما أعاني منه، وأثر على حياتي بشكل رهيب، وأخل بعلاقاتي الاجتماعية، عندما أقابل أي شخص، ولنفترض أنها امرأة وبدأت بالكلام عن زوجها، وإن كان في الأمر دعابة تأتيني حالة توتر وينشف ريقي، وانقطاع النفس.

والمشكلة العظمى أنه تأتيني رجفة وتشنج عند الضحك في الجانب الأيسر من الخد مع الشفتين، ولا أستطيع أن أكمل الضحك، وتنقلب تقاسيم وجهي إلى وجه كأنه سيبكي لا إراديا، وهذا ما يذبحني في الداخل، فعندما ترى التي أمامي ردة فعلي هذا تظن أنها أحرجتني بالحديث عن زوجها، أو أني أكن شيئا لزوجها.

ونفس ردة الفعل تتكرر عندما يركز الجميع أنظارهم علي، ويتحدثون عني مباشرة، أو عندما يحاول أحد ما إحراجي، أو عند الضحك المتواصل، فأنا لا أستطيع الضحك بشكل متواصل مباشرة، وتتحول ملامح وجهي إلى وجه كأنه سيبكي، مع العلم أني أثناء الكلام مع من أمامي، فإني لا أستطيع التركيز على كلامها حيث إن أضطر أن أسأل في كثير من الأحيان عن أكثر التفاصيل بالحديث، ومن أمامي تمل من ذلك، وكأنها تقول سبق أن قلت لك ذلك قبل قليل، خصوصا من أرتبك في وجودهم لا أستطيع التركيز معهم أثناء الحديث.

في البداية تأخرت عن العلاج، لخوفي من الأدوية التي تسبب الإدمان، أو خوفي من أن تسبب لي خللاً في كيمياء المخ، خصوصًا أني تركت العلاج في المرتين التي عرضت فيها حالتي على الطب دون سابق إنذار أو تدرج.

ذهبت إلى طبيبة قبل 7 سنوات، وقالت: إني أعاني من متلازمة القلق، وصرفت لي سيبرالكس، شعرت بتحسن في البداية، وما لبثت حالتي أن عادت من جديد.

ذهبت إلى دكتور قبل حوالي 4 سنوات، وشخص حالتي بأنها قلق شديد واكتئاب، وصرف لي Effexor xr venlaxine 150 mg، وتدرج لي في قوة الجرعة، فكنت في البداية آخذ نصف الجرعة حتى أصبحت أخذ الجرعة كاملة، ولم أشعر بتحسن من ناحية الشعور بالقلق، أو الرجفة في الجانب الأيسر من الوجه أثناء الضحك، ولكني شعرت بتحسن من ناحية العصبية فهدأت عصبيتي كثيرًا، وبعد مراجعة تقريبا 6 أشهر، وعند عدم الاستجابة للدواء صرف لي الدكتورSodium Valproate-depakine chrono 500 mg نصف حبة استخدمها قبل أن أقابل أحدًا بنصف ساعة، ولكني لم آخذها وانقطعت عن العلاج ككل؛ لأني كنت أنوي الحمل.

وعلماً أني في الأساس حساسة جدًا، وعصبية جدًا، وأعظم صغائر الأمور، فيكون لها وقع مدوي في نفسي، وأقسو على أطفالي كثيرًا، وكثيرًا ما يؤنبني ضميري على ذلك.

أرجوك يا دكتور أن تجد لي حلاً، حياتي أزفت إلى نهايتها، وتقطعت علاقاتي بكثير ممن حولي، وحصلت القطيعة والفرقة والبغضاء؛ لأني أثرت الانعزال والتقوقع، وعيروني بذلك، أريد حلاً لهذه الرجفة التي تصيبني والعصبية الشديدة التي تمزقني من داخلي، أريد أن أكون واثقة بنفسي كالجبل لا يهزني شيء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ good time withAllah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت ذهبت وقابلت أطباء نفسيين وشخصت حالتك على أنها (قلق اكتئابي)، ويظهر أن الأطباء متفقون على هذا التشخيص، والذي أود أن أضيفه هو أنك ربما تحتاجين لعمل تخطيط للدماغ؛ لأن عملية الضحك بالصورة التي وصفتها في بعض الحالات النادرة – والنادرة جدًّا – قد تكون مرتبطة باضطراب بسيط في كهرباء الدماغ، فلا بأس أبدًا بأن تذهبي لمقابلة الطبيب المختص وتقومي بإجراء فحص تخطيط الدماغ، هذا -إن شاء الله تعالى- يوضح لنا الصورة تمامًا، وإن شاء الله تعالى تكون النتائج سليمة، وبعد ذلك ستحدث لك طمأنينة كبيرة جدًّا.

العلاج الدوائي يجب أن يُدعم بآليات سلوكية كثيرة، من أهمها:
1) ممارسة الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة.

2) تطبيق تمارين الاسترخاء، وبهذه المناسبة موقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) سوف تجدين فيها الكثير من التوجيهات المفيدة والمفيدة جدًّا، وكيفية تطبيق هذه التمارين.

3) بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أرى أنك محتاجة لدواء واحد فقط، وهو اللسترال، والذي يسمى تجاريًا أيضًا (زولفت) والذي يسمى علميًا باسم (سيرترالين) دواء فاعل جدًّا لعلاج القلق والتوتر والاكتئاب، ويساعد خاصة في كسر العزلة النفسية التي يفرضها الإنسان على نفسه، وبجانب ذلك هو دواء راقي لا يسبب الإدمان، لا يسبب التعود، فأنصحك بتناوله، ويجب أن يكون هنالك التزامًا من جانبك، وإن قابلت الطبيب فهذا هو الأفضل كما ذكرت لك.

جرعة اللسترال هي أن تبدئي بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – يتم تناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعليها حبة واحدة – أي خمسين مليجرامًا – تناوليها ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة يوميًا ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر الطير الحائر

    سبحان الله كأنك تتحدثين عن حالي ونفس الحرج الذي أحس به عندما تنتابني التشنجات بوجهي عند الضحك... معنا الله

  • الجزائر هارون

    انصحك بالرياضة وما ادراك ما الرياضة لكسر هذا المرض


بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً