الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صداع يرافقه خفقان وألم في الظهر وكسل وخمول

السؤال

السلام عليكم

عمري 21 عاما، أعاني منذ شهر أو أكثر من هذه الأعراض:

- صداع مستمر في مقدمة الرأس يصاحبه نبض قوي، ويشتد الألم في منطقة العين وأثر ذلك على نظري كثيرا، فأصبحت أرى مثل الضباب ولا أرى إلا القريب جدا، وأثر الصداع كذلك على تركيزي فأصبحت كثيرة النسيان، ولا أستطيع التفكير، وعصبية ولا أتحمل أي صوت، ودائما عند الوقوف أشعر بدوخة وأصبح لا أرى إلا سوادا أمامي.

- وأعاني كذلك من نبض متنقل في جميع جسمي، ونبض مستمر وقوي في بطني ويشتد في جهة السرة، وأعاني من كثرة الغازات وإمساك، وبعد الأكل أشعر بمغص.

- وأعاني من ألم في الكتف وأسفل الظهر جهة اليمين، ومن خفقان، وأحيانا أشعر بالضيق والرغبة بالبكاء.

- وأصبحت كثيرة النوم، وأشعر بكسل وخمول، وفقدان للشهية.

أجريت تحليل دم فقط وكانت النتائج سليمة.

وآسفة على الإطالة وأشكركم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mona حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعراضك من الواضح أنها نفسوجسدية، وأنت ذهبت للطبيب وفحوصاتك كانت -بحمد الله- سليمة، وبقي أن تذهبي للطبيب النفسي فعلاجك هناك -إن شاء الله تعالى-.

أعراض القلق وما يمكن أن نسميه بالاكتئاب المقنع؛ أيضًا كثيرًا ما تظهر في شكل أعراض جسدية، وهذا يسمى بالتجسيد، والطبيب النفسي سوف يقوم بتوجيهك لبعض الإرشادات التي ستفيدك، وسيقوم بإعطائك العلاج اللازم، وإذا لم تستطيعي الذهاب للطبيب فيجب عليك الآتي:

أولاً: أن تذهبي لطبيبة الأسرة (الباطنية) كل 3 أشهر من أجل المتابعة الطبية الروتينية، وهذا يمنعك من التردد على الأطباء، وفي ذات الوقت يجعلك مطمئنة على صحتك.

ثانياً: حافظي على الأذكار فهي محصنة وحافظة -بإذن الله تعالى-، وتبعث على الطمأنينة وتزيل الكدر والهم، والانشغال بصحة الجسد.

ثالثا: عليك بممارسة الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة، فالرياضة تجدد الطاقات، وأنت ذكرت أنك كثيرة النوم، ولديك شعور بالكسل والخمول، وهذا قطعا ناتج من الحالة الاكتئابية الخفية والمقنعة، وممارسة الرياضة بانتظام مهمة جدًا.

أرجعُ مرة أخرى للفحوصات: أنت ذكرت أن جميع تحاليل الدم سليمة، وهذا أمر طيب، وأرجو أن تكون هذه الفحوصات قد شملت وظائف الغدة الدرقية، ومستوى فيتامين دال في الدم، فنقصهما أو أحدهما قد يؤدي إلى الشعور بالخمول والتكاسل.

وتنظيم الوقت والاستفادة منه بصورة جيدة. وأنت أيضا بحاجة لتناول أحد محسنات المزاج، ومضادات الاكتئاب، وقطعا عقار سيرتلالين، أو ما يسمى بزولفت، أو لسترال، هو المطلوب وربما يكون تحت مسمى آخر في رومانيا، جرعة الدواء هي 25 ملجم تناوليها ليلاً، أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 50 ملجم، تناوليها يوميًا لمدة أسبوعين، ثم اجعليها حبة كاملة أي 50 ملجم لمدة 6 أشهر، ثم خفضيها إلى 25 ملجم لمدة شهر، ثم 25 ملجم يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله.

هذا هو الأساس أو الإطار العام للعلاج، وينبغي أن تجعلي حياتك حيوية، وأنت -الحمد لله- متزوجة، ولديك واجبات زوجية، منها الإشراف على البيت، فكوني فعالة من الطراز الأول، فهذا سيعطيك شعورًا بالرضا مما يقلل من هذا الاكتئاب الذي تعانين منه.

نسأل الله لك الشفاء والسداد، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا سمر

    انا كذلك مريضة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً