الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلتي عدم تناسق وجهي مع جسمي، هل تفيد عملية حقن الدهون للوجه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 20 سنة، طالبة جامعية، طولي 159، ووزني 70 (علما أني كنت أكثر وزنا)، وفي كل مرة أنزل وزني أرجع للوزن الذي فقدته؛ بسبب نحافة وجهي وانتقاد الآخرين لشكله الصغير.

مشكلتي: في وجهي؛ إنه صغير وناعم وطفولي، بالإضافة إلى أنه نحيف جدا (بسبب الريجيمات التي اتبعتها سابقا)، وغير متناسق مع جسمي الممتلئ، سمنتي متجمعة في المؤخرة والأرداف حتى عندما أسمن لا يسمن وجهي إلا شيئا قليلا.

حاليا أريد أن أنحف 10 كيلو، لكن أخاف من شكل وجهي بعد أن أنحف، هل من الممكن أن أجري عملية حقن الدهون في الوجه بعد اتباعي للريجيم بإذن الله تعالى؟ وما هي مساوئ هذه العملية؟ وأريد أن أعرف حكمها في الشرع، وأرجو أن تنصحوني بنظام غذائي مناسب ولا يؤثر على الوجه.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة للحمية الغذائية: توجد عدة أنواع من الحميات الغذائية مثل: (الحمية النباتية, الحمية قليلة الدسم, الحمية قليلة الكربوهيدرات, حمية البروتين) وما شابه من الحميات، ولكن المشكلة في الحميات المؤقتة أنه عند اتباع هذه الحمية فإن الوزن ينزل في فترة سريعة، ولكن عند التوقف عن اتباع الحمية يعود الوزن لما كان عليه قبل الحمية، وأحيانا خلال فترة قصيرة.

لذلك حاليا ينصح بما يسمى (تغيير نمط الحياة)؛ أي اتباع نظام غذائي يناسبك ويناسب طبيعة حياتك، واعتماد هذا النظام دائما دون اللجوء لحمية قاسية ثم التوقف عنها؛ مما يسبب عودة الوزن إلى ما كان عليه سابقا.

والأفضل أن يكون هذا النظام الغذائي متوازنا، ويعتمد على التنوع في مصادر الغذاء، وتخفيف الوجبات.

وينصح في هذا النظام بما يلي:

أولا: مجموعة الحبوب والنشويات: تكون هي الحصة الأكبر من الحمية، وخاصة الحبوب الكاملة كالقمح الكامل والرز الأسمر، والشوفان والبرغل؛ لأن هذه الأطعمة غنية بالألياف المفيدة للجسم وللهضم، كما أنها غنية فيتامين (ب).

ثانيا: مجموعة الخضار والفواكه: وهذه المجموعة غنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، وتكون كمية هذه الأطعمة أقل من المجموعة الأولى.

ثالثا: مجموعة الحليب ومشتقاته: بمقدار كوبين إلى ثلاثة أكواب يوميا، وهذه المجموعة غنية بالكالسيوم وفيتامين (د)، وأيضا البروتين وفيتامين ب 12.

رابعا: مجموعة اللحوم والبقوليات: مثل الدجاج واللحم والسمك، والعدس والحمص، وهذه غنية بالبروتين والمعادن والفوسفور، وفيتامين (ب6- ب12) والكمية من هذه المجموعة أقل من التي قبلها.

خامسا: مجموعة الزيوت والدهون والحلويات: وهذه تكون أقل ما يمكن، والتخفيف منها قدر المستطاع، فالإنسان يوازن في هذه الحمية حاجات جسمه، ويجعل هذا النظام الغذائي هو نظامه الصحي الدائم؛ وبذلك تكون الحمية متوازنة وصحية بإذن الله وطيلة الحياة.

مع التأكيد على ممارسة الرياضة ولو بشكل خفيف يوميا، وبهذه الطريقة بإذن الله ينتظم الوزن، ويكون النظام الغذائي صحيا بإذن الله.

والله الموفق.

++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد مازن..........تخصص باطنية وكلى
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي..........مستشار الشؤون الأسرية والتربوية ++++++++++++++++++++++++++++++

مرحبًا بك ابنتنا العزيزةَ في استشارات إسلام ويب.

بالنسبة لعمليات حقن الوجه بالدهون هي من عمليات التجميل، وهي تابعة في الحكم للحاجة إليها، فإن كانت لإزالة عيب حادث في الوجه كحدوث تجاعيد خارجة عن المألوف والعادة؛ ففي هذه الحالة يُفتي العلماء بأنه لا حرج في إجراء هذا النوع من العمليات، أما إذا كان لطلب الحسن فقط ومزيد الجمال فإنه ينبغي تجنب إجراء مثل هذه العمليات.

ونحن ننصحك ابنتنا العزيزةَ بأن لا تشغلي بالك كثيرًا بتتبع مسائل الجمال، ونظن أن في الإرشادات الطبية المعتدلة التي أفاد بها الدكتور محمد وما يُوصي به الأطباء عادة من اتباع الحمية المعتادة، نظن أن في هذا ما يكفيك، لا سيما مع ما ذكرتِ من طولك ووزنك، فنوصيك بأن لا تشغلي نفسك كثيرًا بذلك، وأن تتذكري على الدوام أن الفتاة يُجمّلها أيضًا شيء آخر غير جمال البدن فقط وجمال الظاهر فقط، والله سبحانه وتعالى أرشدنا في كتابه الكريم إلى الجمال الباطن وإلى الزينة الباطنة، كما قال الله سبحانه وتعالى: {يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سواءتكم ورِيشًا ولباس التقوى ذلك خير}.

فنصيحتنا لك: أن تهتمي أيضًا - بجانب اهتمامك ببدنك – أن تهتمي بدينك وتقواك، فإن ذلك مما يُجمّلك ويُحببك إلى الله تعالى ويُحببك إلى خلقه.

نسأل الله تعالى لك مزيدًا من التوفيق والنجاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً