الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد موافقة من خطبتها تغير حالها وقال أهلها: إنها مسحورة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو مساعدتي بالنصيحة، أنا شاب تقدمت لخطبة فتاة، في بداية الأمر وافقت الفتاة، وكانت فرحة بالموضوع، لكن بعد يومين تغير حالها، وبدأت تبكي وتقول: لا أريده، أهلها يقولون: إنها مسحورة، ويشكّون بجيرانهم؛ فقد تقدم لخطبتها ابنهم ولم يوافق أهلها.

المهم أنا الآن في حيرة من أمري، وخاصة أني أفكر بموضوع: إن كان هذا الأمر غير حقيقي وليست مسحورة، وهناك صراع يدور بداخلي رغم أني استخرت أكثر من مرة، إلا أني متخوف، وحتى إن تخلصت من هذا السحر فقد يؤثر الأمر مستقبلاً على علاقتنا، ما الذي عليه فعله؟ هل أبحث عن فتاة أخرى، أم أتمسك بهذه الفتاة؟

أرجو أن تساعدوني بالنصيحة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الفاضل- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، ونحن سعداء بتواصلك معنا في أي وقت.

بخصوص ما سألت عنه -أخي الحبيب- نود ابتداء أن نبشرك وأن نطمئنك بأن زوجتك التي ستتزوجها أمر قد فرغ منه قبل أن يخلق الله السموات والأرض، والله سبحانه يقدر لعبده الخير دائما، فأبشر بالخير وتوكل على الله، واعلم أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، فاطمئن أخي الحبيب وثق في قضاء الله وقدره.

أما ما الذي يجب عليك فعله بعد أن توكلت على الله؛ فنجيبك من خلال النقاط التالية:

أولا: الحوار الجاد مع الفتاة بلا خوف أو ضغط لمعرفة السبب الحقيقي، ونود أن يكون عن طريق إحدى صاحباتها، فإن كانت هناك اعتراضات أو عدم راحة فالأمر بسيط، وعليك أن تبحث عن غيرها.

ثانيا: إن كانت الفتاة لا تعلم السبب فلا حرج أن تستعين بعد الله بأحد الرقاة من أهل الصلاح والعلم، والأمر هين إن وجد.

ثالثا: إذا كانت الفتاة تعالج حقيقة من السحر أو غيره، وهي من أهل الصلاح والدين، فإن ساعدتها حتى يشفيها الله فجزاك الله خيرا وأنت مأجور على ذلك إن شاء الله.

رابعا: لا حرج عليك إن وجدت نفسك غير مرتاح للأمر أن تبحث عن غيرها، ولكنا نحب منك ألا تفعل أي أمر إلا بعد الاستخارة والاستشارة، واعلم أنك إن استخرت الله عز وجل وفقك إلى الخير لا محالة.

وصلاة الاستخارة هي ركعتين من غير الفريضة، ويسن أن تقرأ بالركعة الأولى بعد الفاتحة بسورة (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)، وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة بسورة (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) وفي آخر الصلاة تسلم، ثم تقول: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ, وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ, وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ, وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ, وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ, اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ, فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ, اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ, فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ، وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ).

نسأل الله أن يوفقك لكل خير وأن يسدد خطاك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً