الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد وفاة جدي استولت جدتي على كل الميراث، فكيف ننصحها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

بعد وفاة جدي أخذت جدتي كل ما ترك من أموال وأراض، ولم تقسم التركة، بالرغم من ذلك لم يحاسبها أحد من أخوالي أو خالاتي، كما أنها بدأت تتغير، فأصبحت لا تعجبها زيارتنا لها، وتتذمر منا، وتتأفف، وأصبحت تؤلف قصصا وترويها لجاراتها وتتهمنا بالتقصير في حقها.

يرى أبناؤها أنها مخطئة في تصرفاتها، ولكن لا أحد يجرؤ على محادثتها خاصة في الأمر المتعلق بالتركة، فهل يجب أن ننصحها أم لا نحادثها في الأمر؟ وكيف يجب أن نعاملها رغم أنها تسيء لبناتها وتغار منهن؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طبعًا نحن نفضل في هذه الحالات أن يكون الناصح من الخارج، وأن تُوصوا داعية تسمع كلامها، أو بعض العلماء ليقوموا بنصحها وإرشادها، وعلى كل حال فإن رضا الوالدة بالنسبة لأخوالك وخالاتك أهم من الدرهم والدينار، وأهم من هذه الأموال، وفي النهاية ستؤول الأمور إليهم، لأنه من المعروف أن الحياة لا تدوم، لا للجدة ولا لغيرها، ولكن ينبغي أن تُحفظ الحقوق للناس، وليس من الحكمة تعطيل أمر الميثاق، وعليهم أن يهتموا بها في كل الأحوال، فهي والدة، وسيُسألون عنها بين يدي الله -تبارك وتعالى-.

ولستُ أدري هل هي صادقة في كلامها؟ هل هناك من يهتم بها؟ وهذا واجب شرعي بالنسبة لهم، ولكن هذا الذي تقوم به طبعًا لا يجوز من الناحية الشرعية، والشريعة تعلو على الجميع، وهناك أحكام للميراث لا بد أن تنفذ رضينا أم لم نرضَ، لأن هذه أحكام قرآنية وشرعية.

ولستُ أدري هل للجدة ما يُبرر لها هذا التصرف -على الأقل من الناحية الاجتماعية-؛ كأن يكون هناك إهمال وعدم اهتمام بها؟ فيؤسفنا أن بعض الأبناء والبنات لا يهتمون إلا بما بين أيديهم من أيدي والديهم من أموال وعقارٍ، ولكن نحن نريد أن نقول: البر واجب في كل الأحوال، وتزداد أهمية العطف على الوالدة في كِبر سِنّها، لأن الله يقول: {إما يبلغنَّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍّ} إلى أن يقول: {واخفض لهما جناح الذُّل من الرحمة}، فهذه الجدة في أيام ضعفها أحوج إلى بر أبنائها وبناتها، بل أحوج إلى ما تكون إلى بر أحفادها وحفيداتها، فكونوا جميعًا على قُرب من هذه الجدة، وأحسنوا إليها، ولا تُتيحوا لها فرصة؛ لأنكم إذا كنتم حولها فكيف ستكلم الآخرين وتدعي أنكم تقصرون في حقها؟

نتمنى أن يكون في أولادها وبناتها من الحكماء من يستطيع أن يوصل إليها الفكرة، خاصة إذا كان هناك من هو بحاجة ملحة إلى الأموال من نصيب الوالد، وعلى كل حال أرجو أن يكون للجهات الشرعية تدخل وتوجيه، لأن هذا اختصاص شرعي للمحاكم الشرعية، ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً