الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تسبب حقن الريسبريدال الفصام؟

السؤال

السلام عليكم

أخي أجبره أقاربي على الحقن بالريسبريدال، واستمر ذلك لـ 6 أشهر، بمقدار 25 ملغ كل أسبوعين.

هل يمكن أن تسبب له هذه الحقن التي كان يتشنج منها الانفصام؟ مع العلم أنه كان سليما من الناحية العقلية؟ وأغمي عليه بعد استخدامه لها بـ 6 أشهر؟

سألت عدة أطباء وقالوا لي: إنه ربما يكون مدمنا، فقلت: هو لا يطيق المخدرات ولم يضع سيجارة في فمه طيلة حياته! فما سبب إغمائه، وإصابته بالفصام، بعد الإغماء كما قال الأطباء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حُقن الرزبريادال أصلاً تعطى لعلاج مرض الفصام في المقام الأول، وهي من أنجح وأفضل وأسلم أنواع العلاجات التي تم اكتشافها خلال الثلاثين سنة الأخيرة، فهذه الإبر لا تسبب مرض الفصام، من آثارها الجانبية المعروفة هي أنها قد تؤدي إلى رجفة بسيطة في اليدين، أو شعور بنوع من الانشداد العضلي (التخشب) وفي بعض الأحيان قد تؤدي إلى زيادة رغبة الحركة لدى المريض، بمعنى أنه قد لا يستطيع أن يجلس في مكان واحد لفترة طويلة، وهذا يسمى بـ (التململ الحركي) وهذه الآثار الجانبية لا تحدث لجميع المرضى، وإن حدثت فعلاجها سهل جدًّا، من خلال أدوية مضادة.

حالة الإغماء التي حدثت لأخيك – عافاه الله – أرى أنها في الغالب لا علاقة لها بإبر الرزبريادال، فقط ربما تكون من قبيل المصادفة أن هذا التشنج قد حدث له، أو ربما يكون أصلاً لديه نوع من البؤرة الصرعية الكامنة والخاملة بدأت تنشط، ومن ثم ظهرت هذه التشنجات، قد تكون تشنجات عابرة، وليست أكثر من ذلك، بمعنى أنه قد حدثت نسبة لأنه كان مُتعبًا أو مُنهكًا أو حدث له نوع من الهبوط الوقتي في مستوى السكر في الدم، وشيء من هذا القبيل.

إذًا الأسباب كثيرة ومتعددة، وإبر رزبريادال ليس لها علاقة بالمخدرات، لكنها تُعطى أيضًا لعلاج مرض الذهان الفصامي الذي نجده عند بعض متعاطي المخدرات، خاصة الذين يتعاطون الأنفتامينات، وهي المركبات المنشطة والتي قد تؤدي إلى الهلوسة.

جميل أن أسمع هذا الأخ – عافاه الله – لم يتعاط المخدرات، وأرجو أن يكون هنالك متابعة لحالة أخيك مع الأطباء، وأن تتم له الفحوصات اللازمة، الفحوصات الطبية، أن يتم التأكد من مستوى الدم، ووظائف الكبد، ووظائف الكلى، ووظائف الغدة الدرقية، وإن تطلب الأمر إجراء له صورة مقطعية للدماغ، أو تخطيط للمخ.

هذه الفحوصات كلها معلومة للأطباء، وهي بسيطة ومتاحة في الوقت الحاضر، وأيًّا كان نوع العلاج المطلوب لحالة أخيك - بناء على تشخيصه – لا بد أن يتابع مع الأطباء المختصين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً