الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من هوس النظر إلى الأقدام والميول المثلية منذ الصغر

السؤال

السلام عليكم
أود أن أطرح مشكلة حاولت بكل الطرق التغلب عليها ولكنها أصبحت عادة، أو بمعنى آخر طبع أو مرض!

اكتشفت منذ أن كنت صغيرا جدا بانجذاب نحو الأقدام، خصوصا أقدام المرأة، مع العلم أنه لم يحدث لي شيء غريب من قبل، حياتي كانت طبيعية جدا، تطورت معي هذه الميول حتى الآن -عمري 20 عاما-.

وللأسف أصبحت الميول لأقدام المرأة والشباب، أشعر بإثارة تجاه القدم أكثر من أي جزء آخر في جسم المرأة، مع العلم أني والحمد لله لم أفعل شيئا حراما، ولكني مهووس بهذا الشيء، ودائما في الشارع أنظر إلى أقدام النساء، ولا أستطيع أن أكف النظر عنها.

هذا الموضوع أصبح مشكلة كبيرة في حياتي؛ لأني أصبحت أمارس العادة السرية كثيرا بمجرد تخيل الأقدام، حاولت بكل الطرق أن أمنع نفسي من النظر إليها أو التفكير فيها ولكن أجد الموضوع قد أصبح أكثر هوسا ولا أعلم السبب!

وللعلم لا أشعر بأي (ماسوشية) أو (سادية) أو أي انحرافات جنسية، مجرد ميل شديد للأقدام، وشعور بسيط أحيانا بانجذاب تجاه الرجل، والانجذاب تجاه نفس جنسي كان منذ الصغر أيضا.

أرجو الرد، ومعرفة السبب في حالتي، وكيفية علاجها، وهل تعتبر شذوذا أو شيئا ولدت به أو مرضا ويحتاج لعلاج نفسي.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل الكريم هذا ميول جنسي غير طبيعي ويأتي تحت نطاق الشذوذ، وإن كان أخف من غيره كثيراً، لكني أخاف أن يكون هذا الأمر بوابة تدخلك على شذوذات أشد وأفظع وأقبح.

العلاج هنا يتم من خلال التحجيم ودرء النفس وتعنيفها بشدة، وإيقاف الخيال الجنسي الذي تستجلبه من خلال ممارسة العادة السرية، التحجيم والتنفير نوع من العلاج السلوكي قد يتطلب أن تقابل طبيبا نفسيا، أو معالجا نفسيا مختصا وله خبرة في هذا النوع من العلاج، وهذا هو الأفضل.

وبالنسبة لك يمكن أن تدخل في برامج علاجية على النطاق الشخصي ودون مساعدة أحد، بشرط أن تكون بالفعل جادا ولك الرغبة الأكيدة والدافع النفسي الحقيقي من أجل التخلص من هذا التفضيل أو الميول الجنسي غير الصحيح.

الخطوة الأولى في العلاج هي: أن تعرف حجم مشكلتك، ونحن نتقدم لك بالشكر وما دمت قد طرحتها كمشكلة أعتقد أنك تستوعب سوءها وفظاعتها وقبحها، لكني أريدك أن تؤكد على نفسك أن هذا الأمر ليس بالسهل وأنه قبيح جداً، هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية هي: أن تفضح نفسك لنفسك، وأن تحاول أن تطهر ذاتك بكل الطرق.

ثالثاً العلاج التمثيلي: أفكارك هذه التي تربطها بالانجذاب نحو أقدام الرجال وكذلك أقدام النساء لا بد أن تربط هذه الأفكار بأشياء منفرة، مثل: تذكر الموت مثلاً، المشي في الجنائز، متابعة خطوات دفن الميت، وفي ذات الوقت تتذكر هذا الانجذاب، وفي تلك اللحظات العصيبة لحظات إنزال الميت إلى قبره، ويمكنك أن تستجلب أي منفرات أخرى، يفضل أن تجعلها مختلفة المحتوى.

نقطة أخرى وهي: أن تربط ربطاً مباشرة ما بين المنفر والفكر التسلطي الذي يتسلط عليك وهو الانجذاب نحو أقدام المرأة أو الشباب، تصور هذا الانجذاب، تأمل فيه بعمق، وفي نفس اللحظة قم بضرب يدك على جسم صلب بقوة وشدة حتى تحس بالألم، كرر هذا التمرين 10 مرات متتالية بمعدل مرة صباحاً ومساء، والهدف هو أن تربط ما بين إيقاع الألم وميولك الشذوذي، وهذا يؤدي إلى ما يسمى بفك الارتباط الشرطي إن أديت هذا التمرين بجدية.

أيها الفاضل الكريم: هنالك دراسات تشير إلى أن الأدوية التي تعمل من خلال تثبيط استرجاع السيرتونين مفيدة في هذه الحالات، منها: عقار بروزاك والذي يعرف باسم فلوكستين، لا مانع من أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة يومياً لمدة شهر، ثم اجعلها كبسولتين في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناول الدواء.

أيها الفاضل الكريم: لا بد أن تعيد هيكلة حياتك: بأن تكون في صحبة الصالحين، أن تبر والديك، أن تسعى نحو الخير، وأن تكون رقيباً مسلطاً على ذاتك من أجل تهذيبها وتأديبها، وإزالة هذا النوع من التفكير القبيح والميولات الجنسية غير القويمة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات