الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من الإحساس بالفشل وعدم القدرة على عمل أبسط الأشياء، فأرشدوني.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله الجنة على فعل الخير وعلى ردكم.

أنا عمري 30 سنة، متزوج، من أيام الجامعة وأنا ينتابني شعور بالتعب النفسى (ملل، عدم القدرة على عمل أي حاجة غير النوم أو الجلوس على الكمبيوتر، كسل عن عمل أبسط الحاجات، إحساس بالفشل، لامبالاة، ألوم بنفسي بالفشل في كل الأشياء). تصيبني هذه الحالة غالبا بعد أي موقف مخزٍ (قد يكون موقفاً بسيطاً) وبعد فترة أتحسن، ممكن أن أقعد شهراً أو أكثر متعباً.

أنا جربت طرقاً كثيرة لأخرج من هذه الحالة، وأقاوم نفسي كي لا أصل لهذه الحالة، ولكن مع الوقت ومع تكرر المواقف أدخل فيها! أنا لا أحب الاتصال مع الناس، ومعاملتي معهم كلها سطحية.

هل ممكن أن تصفوا لي علاجاً مناسباً -لأني لن أذهب لطبيب-؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تجميع المواقف السلبية يكوِّن صورة ذهنية سلبية لدى الإنسان، وهذه تسمى الإسكيماتا (schemata)، وهي باختصار شديد: النسق أو البناء النفسي التراكمي للإنسان، والذي يبدأ منذ طفولته. بعض الناس -وبكل أسف- يكون هذا البناء لديهم بناءً سلبياً؛ يعني أنه يحدث لهم تركيز كثير على الإخفاقات البسيطة على المواقف السلبية، ويكون الإنسان لديه قدرة تخيرية شديدة جداً لما هو سلبي، هذه التخصصية في التقاط السلبيات؛ ربما تؤدي إلى اكتئاب نفسي مستقبلي، وأعتقد أن هذا هو الذي تعاني منه (أنت ذكرت أنه منذ أيام الجامعة انتابك الشعور النفسي السلبي).

أيها الفاضل الكريم: العلاج يتمثل في إزالة الإسكيمات السلبية من خلال التفاؤل، والنظرة الإيجابية، وتصحيح تقييمك لذاتك، أنت أفضل مما تتصور، ويجب أن تحسن إدارة وقتك، وتوسع من مهاراتك الاجتماعية والشخصية، -هذا يفيدك كثيراً-. وُجد أن مضادات الاكتئاب تساعد كثيراً في زوال هذه الحالة؛ ولذا أنصحك بتناول عقار أفكسرا والذي يعرف باسم أفلفاكسين، والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة وهي (75 مليجرام) يومياً تتناولها ليلاً أو نهاراً، وتستمر عليها لمدة ثمانية أشهر، ثم تجعلها (75 مليجرام) يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم تجعلها (75 مليجرام) مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أرجو أن أشير أيضاً إلى أن الرياضة من خلال ممارستها المستمرة؛ تؤدي إلى الكثير من التغيرات النفسية والجسدية الإيجابية، فكن حريصاً عليها.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً