الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد حقا إنقاص وزني لكن تنقصني العزيمة والإصرار، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أنا فتاة أبلغ من العمر 13 سنة، وطولي تقريبا 158 سم ووزني 65 كلغ، شهيتي تقريبا دائما مفتوحة للأكل، قبل شهر تقريبا بدأت مجموعة تمارين قاسيه اسمها (Insanity)، وقد حاولت أن استمر عليها لكنني لم أستطع، وعندما أريد أن أطبق حمية معينة أحس بكسل ولا أستطيع، أنا أريد حقا إنقاص الوزن، لكن تنقصني العزيمة والإصرار، وأثر ذلك سلبا على حياتي سواء في البيت أو في المدرسة، ففي البيت جميع أخواتي الأكبر مني أجسامهن جميلة، وأوزانهن أصبحت متساوية مع وزني مما سبب لي ذلك الحزن والإحراج، وفي المدرسة أغلب من في المدرسة أجسامهن رشيقة وجميلة، وعندما أقف أنا أكون الأكبر بينهن، حتى أحيانا لا يحسبوني الناس في الصف الثاني متوسط، بل أكبر من ذلك مما جعلني أكره نفسي جدا.

أريد حمية أتبعها، لأنني أردت اتباع حمية (اتكنز)، ولكن جميعهم كانوا يقولون: أنت صغيرة ومع الوقت سوف تصبحين نحيفة، لكنني أريد أن أذهب الثانوية العامة وأنا لدي جسم جميل، ففي تلك المرحلة الجميع يستعرضن جمالهن وأجسامهن، وانا لا أريد أن أكون ناقصة بينهم، حتى عندما يسألني أحد عن وزني أبدأ بخلق الأعذار حتى لا أفصح عنه، سئمت من الأكاذيب، وأريد حقا أن أنقص من وزني وأبدأ حياة جديدة وصحية أكثر، لأنه أحيانا في المدرسة يتعمدن صديقاتي بذكر سيرة الوزن، والجميع يذكرن أوزانهن، وعندما يصل الدور عندي يبدأن بالاستهزاء والسخرية، مثل أن وزنك 100، أو أن يقلن: أنت سمينة جدا، مما سبب لي اكتئابا، وأصبحت هادئة، أرجوكم ساعدوني، أريد حمية تزيح هذا العبء عني، وتنقص من وزني، وشاكرة لكم حسن التعامل، وحفظكم الله من كل مكروه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غيداء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

توجد عدة أنواع من الحميات الغذائية، مثل: الحمية النباتية، الحمية قليلة الدسم، الحمية قليلة الكربوهيدرات، حمية البروتين، وما شابه من الحميات، ولكن المشكلة في الحميات المؤقتة، أنه عند إتباع هذه الحمية فإن الوزن ينزل في فترة سريعة، ولكن عند التوقف عن إتباع الحمية يعود الوزن لما كان عليه قبل الحمية، وأحيانا خلال فترة قصيرة، لذلك حاليا ينصح بما يسمى تغيير نمط الحياة، أي إتباع نظام غذائي يناسبك ويناسب طبيعة حياتك، واعتماد هذا النظام دائما، أي أن هذا هو أسلوبك الدائم في الطعام دون اللجوء لحمية قاسية، ثم التوقف عنها، مما يسبب عودة الوزن إلى ما كان عليه سابقا، والأفضل أن يكون هذا النظام الغذائي متوازنا ويعتمد على التنوع في مصادر الغذاء، وتخفيف الوجبات، وينصح في هذا النظام بما يلي:

أولا: مجموعة الحبوب والنشويات:
تكون هي الحصة الأكبر من الحمية، وخاصة الحبوب الكاملة كالقمح الكامل والأرز الأسمر والشوفان والبرغل، لأن هذه الأطعمة غنية بالألياف المفيدة للجسم وللهضم، كما أنها غنية بفيتامين (ب).

ثانيا: مجموعة الخضار والفواكه:
وهذه المجموعة غنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، وتكون كمية هذه الأطعمة أقل من المجموعة الأولى.

ثالثا: مجموعة الحليب ومشتقاته:
بمقدار كوبين إلى ثلاثة أكواب يوميا، وهذه المجموعة غنية بالكالسيوم وفيتامين (د)، وأيضا البروتين وفيتامين (ب 12 ).

رابعا: مجموعة اللحوم والبقوليات:
مثل الدجاج واللحم والسمك والعدس والحمص، وهذه غنية بالبروتين والمعادن والفوسفور وفيتامين ( ب6 - ب12 )، والكمية من هذه المجموعة أقل من التي قبلها.

خامسا: مجموعة الزيوت والدهون والحلويات:
وهذه تكون أقل ما يمكن، والتخفيف منها قدر المستطاع.

فالإنسان يوازن في هذه الحمية حاجات جسمه، ويجعل هذا النظام الغذائي هو نظامه الصحي الدائم، وبذلك تكون الحمية متوازنة وصحية -بإذن الله- وطيلة الحياة، مع التأكيد على ممارسة الرياضة ولو بشكل خفيف يوميا؛ لأن لها فوائد للجسم كما أن لها فوائد نفسية أيضا، وبهذه الطريقة -بإذن الله- ينتظم الوزن، ويكون النظام الغذائي صحيا -بإذن الله-، ولكن هذه الطريقة تحتاج لوقت حتى تعطي نتائجها، ولكن ستجدين الفرق من حيث الوزن ونشاط الجسم.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً