الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف والهلع... كيف يمكنني التخلص منه؟

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 18عاما، مشكلتي حصلت منذ أسبوع, فعندما يأتي موعد النوم في الليل أخاف أن أنام خوفا من الموت, وإذا نمت في الليل أنام نوما متقطعا وقلقا.

صار معي موقف هو: عندما أكون نائما, وأكون أحلم؛ فجأة أقوم وأقف كالهلع, ومن ثم آخذ نفسا لداخل صدري, وكأني سوف أموت, وتكون دقات قلبي سريعة, وعندما أقوم من النوم كالمهلوع أفقد الوعي لمدة الهلع, وهي تقريبا 10 ثوان.

علما أنه قد حصلت معي مرتين, وعندما أقوم أخرج صوت زفير (آخذ النفس لداخل صدري) كأني سوف أموت, ولا أدري ما هذه الأسباب.

وشكرا لكل من أفادني, وأدعو الله أن يطيل بعمره.

شكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معتز نصار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فحدثت لك نوبة نسميها بنوبة الهلع كما ذكرتَ أو نوبة الفزع، والتي تتميز بظهور ضربات متسارعة في القلب، مع خوارج –هكذا تُسمى– وبدأ لديك الشعور بدنو الموت، وهذه الحالات هي قلق نفسي حاد.

أيها الفاضل الكريم: إن شاء الله تعالى لن يحدث لك شيء، أسأل الله تعالى أن يطيل عمرك، عليك بالأذكار، الأذكار مهمة جدًّا وضرورية جدًّا، التزم بهذا الدعاء: (اللهم أسلمتُ نفسي إليك، ووجهتُ وجهي إليك، وفوضتُ أمري إليك، وألجأتُ ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنتُ بكتابك الذي أنزلتَ وبنبيكَ الذي أرسلتَ)، و(اللهم بك وضعتُ جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين) و(اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك) هل هناك أجمل من هذا؟ لا.

دعاء يُطمئن، دعاء عظيم، كم من الناس لا يفهمونه؟ كم من الناس لا يقولونه؟ كم من الناس لا يستوعبونه؟ أرجو أن ترجع إلى كتاب الإمام النووي الأذكار أو كتاب (حصن المسلم) أو أي كتاب آخر من كتب الأدعية البسيطة، واحرص على هذه الأدعية، يزيل عنك كل كرب، يزيل عنك كل خوف.

وقد أتاني من قال لي: إنني كنت أخاف خوفًا شديدًا من الموت، وبعد أن بدأ يُردد هذه الأدعية تحول خوفه من الموت إلى حب للموت، بالرغم من أنه ليس يئسًا أو قانطًا من الحياة، رجل يستمتع بحياته بصورة جميلة، ولكنه قال أنه أحب الموت لأن الله تعالى يُحب لقاء العبد إذا أحب العبد لقائه.

ليس من الضروري -أيها الفاضل الكريم– أن تُحب الموت، فالموت لا أحد يحبه –كهذا قالت أمنا عائشة: كلنا نكره الموت– لكن الخوف من الموت يجب أن نعمل لما بعده، هذا هو المطلوب منك.

أريدك أيها الفاضل الكريم أن تتدرب على تمارين الاسترخاء هي مفيدة جدًّا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم: (2136015)، أرجو أن ترجع لهذه الاستشارة وتقوم بطباعتها وسحبها على ورقة (A4) ثم تحفظ كل تفاصيلها وتقوم بتطبيقها صباحًا ومساءً، سوف تجد أن أمورك قد تحسنت جدًّا.

تجنب النوم النهاري، تجنب شرب الشاي والقهوة بكميات كبيرة، عليك بالنوم المبكر، وعليك بالرياضة باستمرار، انصرف لدراستك، انصرف للتواصل الاجتماعي الإيجابي، وكن حريصًا على صلواتك وتلاوة القرآن والذكر والدعاء.

أيها الفاضل الكريم: لا بأس أن أصف لك علاجًا دوائيًا بسيطًا جدًّا ولمدة قصيرة، الدواء يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد) ويسمى في المملكة العربية السعودية باسم (جنبريد)، الجرعة المطلوبة في حالتك هي كبسولة واحدة (خمسون مليجرامًا) تناولها ليلاً لمدة أسبوع، ثم اجعلها خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً