الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من حساسية في الجيوب الأنفية ولا أحب الأدوية .. ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا على هذه الخدمة، وجعلها في ميزان حسناتكم.

منذ فترة طويلة، وأنا أعاني من حساسية في الجيوب الأنفية، كلما ذهبت إلى مشوار خارج البيت أعود بصداع شديد؛ لذا أخرج في الجو الصحو وللضرورة القصوى وأتحمل، ولا آكل الأطعمة التي أتحسس منها بالفعل (السمك، المانجو، الموز).

وعندما أذهب للطبيب يكتب لي كلاريتين وبخاخة فليكسونيز، وتنفع بإذن الله في تخفيف الألم، لكن مؤقتًا وتعود الحساسية مرة أخرى أشد من قبل.

علما أني لا أحب هذه الأدوية؛ لأنها جميعها تجعلني أنام جدًا، وأيضا أخاف من الكورتيزون الموجود فيها.

في الفترة الأخيرة (ال 4 ، 5 سنوات الماضية) تطورت أعراض الحساسية إلى صداع رهيب لا ينفع معه أي مسكنات (بروفين أيبوبروفين أكسيدريل ريفو اسبيرين)، خصوصا عند الحواجب ووراء عيني اليسرى، لدرجة أني لا أستطيع أن أفتح عيني، أو أن أتكلم، وأيضا جسمي يتورم بشكل ملحوظ، ولا أستطيع المشي على رجلي.

أنا أعلم أن الحساسية ليس لها علاج، والأهم الابتعاد عن أسبابها، أنا تقريبًا لا أخرج من البيت، ولا آكل الذي يتعبني، لكن ماذا أفعل عندما يأتيني الصداع؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كما قلتِ أختي السائلة العلاج الأفضل للحساسية هو الوقاية من الأسباب المحسسة، والابتعاد عنها, بالنسبة للكلاريتين فهو لا يسبب النعاس أبدًا، كما أن الكورتيزون الموجود في بخاخ الفليكسوناز يبقى في الأنف، ولا يمتص للدورة الدموية، ولذلك فهو لا يسبب أعراضا جانبية عامة في الجسم، ولا بأس من استخدامه المديد.

هناك اختبارات نوعية للتحسس يمكن إجراؤها، وهي إما اختبارات جلدية أو دموية يمكن من خلالها تحديد العوامل المسببة للتحسس، وبعدها يمكن إعطاؤك اللقاح المناسب ( وهو علاج مناعي ) بحسب التحليل على شكل إبر تحت الجلد، أو نقط تحت اللسان، ويستمر العلاج من سنة لثلاث سنوات، ويعطي شفاًء بإذن الله من التحسس لهذه المواد.

الألم خلف العيون قد يكون من العيون نفسها أو من مجاورات العيون من جيوب أنفية وغيرها، فلا بد إذاً من البداية بفحص عيني دقيق لتحديد فيما كان هناك سبب عيني لهذا الألم.

التحسس الأنفي يمكن أن يؤدي إلى انسداد في فتحات الجيوب الأنفية وبالتالي لاحتباس الضغط فيها، وهذا يؤدي للصداع الشديد أحيانا والإحساس بالامتلاء والضغط حول العينين, لا بد في هذه الحالة من إجراء تقييم للجيوب الأنفية بالفحص بالتنظير الأنفي، وبالتصوير الطبقي المحوري ( بالمقاطع الجبهية )، وإذا كان العلاج بمضادات التحسس وبخاخات الكورتيزون غير كاف لفتح فتحات هذه الجيوب بسبب الالتهاب المزمن فيها، فلا بد من توسيع هذه الفتحات جراحيًا لتخفيف الضغط داخل الجيوب، والتخلص من الأعراض التي قد تسببها كما ذكرت.

في حال كون الفحص الأنفي وبالتصوير الطبقي طبيعي، ولا يفسر هذا الصداع المزمن لديك، فالتشخيص هو صداع الشقيقة الذي يتحرض بانسداد الأنف، والتعب، وأيضا المشاكل العينية، وغيرها من العوامل, العلاج أساساً بأدوية ( الإرغوتامين ) عند حصول النوبة الألمية.

وأما إذا كان الصداع كثير التكرر، وبشكل شبه يومي، فيمكن إعطاء علاج وقائي ودائم هو( الإندرال بجرعة 20 ملغ بوصفة طبية ) صباحا.

بالنسبة للتورم في الجسم، وصعوبة المشي، فمن الضروري التأكد من ضغط الدم، وكذلك إجراء استشارة قلبية.

لك مني أخي السائلة كل التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً