الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اعاني من صداع ودوخة وانتفاخ الغدة اللمفاوية.. أرجو المساعدة.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي مجموعة من الاستفسارات، وأتمنى منكم مساعدتي، وجزاكم الله خيرًا.

اكتشفت قبل شهر تقريبًا أني مصاب بفرط نشاط الغدة الدرقية، وقد أعطاني الطبيب دواءين الأول اسمه carbimazole، والثاني اسمه propranolol، واسمه التجاري half-inderal، والجرعة بالنسبة للدواء الأول carbimazole هي حبتان ثلاث مرات يوميًا، أما الثاني فكبسولة واحدة مرتان يوميًا لمدة أسبوعين، ومن ثم مرة واحدة يوميًا لأسبوعين آخرين، مضى منذ بدء العلاج 3 أسابيع تقريبًا حتى الآن، وظهرت لي مجموعة من الأعراض خلال هذه المدة:

- ألم في مفاصل الركبتين بدأ أول مرة بصورة شديدة، واستمر لعدة ساعات، ثم اختفى، ومن ثم عاد مرتين أخريين بصورة أقل حدة، وهذا على ما يبدو من الأعراض الجانبية لـ carbimazole؛ لأنه قد ذكر في النشرة أنه قد يسبب آلاما في المفاصل.

- انخفاض في ضغط الدم في معظم الأوقات، ويصل أحيانا إلى 109/52.

- مرت بعض الأيام التي عانيت فيها من كثرة النعاس، وزيادة في عدد ساعات النوم.

- كانت لدي حكة في الجسم، وهي من الأسباب التي أدت لإجراء الفحوصات قبل اكتشاف المرض، وقد ازدادت الحكة في الأيام الأخيرة، ويبدو أنها من الأعراض الجانبية لـ carbimazole أيضا.

- انتفاخ في إحدى الغدد الليمفاوية بالقرب من الأذن اليمنى، وتسببت بألم شديد لمدة يومين حتى صغرت، واختفى الألم، ولكنها لا تزال منتفخة قليلا، لست متأكدًا أن هذا مرتبط بالعلاج؛ لأنه وقبل الانتفاخ بيومين كان لدي ألم شديد وانتفاخ في اللثة من ناحية ضرس العقل، ومن ثم اختفى الألم، وبعدها بيوم أو اثنين بدأ انتفاخ الغدة الليمفاوية، فقد يكون الأمر مرتبطًا بالأسنان.

- حصل لدي ألم شديد في الحلق، وكذلك صاحبه ألم في الأذنين، وتزامن ذلك مع ألم الأسنان، ولا أعلم إن كان للأمر ارتباط بـ carbimazole حيث أنه قد يتسبب بتخفيض عدد خلايا الدم البيضاء.

- منذ 3 أيام أو أربعة أصابني ألم في الجزء الخلفي من الرأس بالقرب من الأذن اليسرى، وهذا الألم يظهر عادة عند تحريك الرأس، أو عند الانحناء، وما زاد من مخاوفي أني قرأت أن هذا قد يكون من علامات الإصابة بأورام المخ.

ما هي نصائحكم لي بخصوص المشكلات السابقة؟ وبخصوص النقطة الأخيرة فقد سببت لي قلقًا شديدًا يوم أمس بعد أن قرأت المعلومة؟ وقد يكون هذا القلق هو سبب إصابتي بصداع شديد ليلة البارحة لم يهدأ إلا بتناول حبتين من بانادول اكسترا، ولم أستطع النوم حتى الآن، فهل هناك أسباب أخرى لألم الرأس من هذا النوع؟ وهل للأسنان أو الجيوب الأنفية مثلا علاقة بذلك؟

مع العلم أن الألم يحدث غالبًا عند الانحناء، أو تحريك الرأس، ويكون عبارة عن ألم لثوانٍ معدودة فقط؟ أو هل يكون لدواء carbimazole علاقة بالأمر؟ ما زاد مخاوفي أكثر أن الألم كان يظهر بشكل أكبر في الصباح أو في وقت متأخر من الليل (كوني كثير السهر غالبا هذه الأيام)، وقد يختفي لبعض الوقت في أثناء اليوم، ولكن ليس بشكل كامل، والآن عند كتابتي لهذه الرسالة أشعر بوجود الألم بشكل خفيف فقط عند تحريك الرأس على غير العادة في اليومين السابقين، ولا أعلم إن كان للبانادول الذي تناولته قبل 8 ساعات ونصف تقريبًا علاقة بذلك؟

وسؤالي الأخير: هو هل آلام الرأس التي تسببها الأورام يمكن أن تختفي مع مرور الأيام حتى مع وجود الورم؟ وهل تهدأ الآلام مع تناول المهدئات مثل الباندول؟

أعتذر منكم كثيرًا على الإطالة، ولكن حالتي النفسية سيئة للغاية، وأرجو منكم المساعدة.

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdullah Almohammad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبالنسبة لانتفاخ الغدة اللمفاوية فهو ناتج عن التهاب الأسنان، وهذا أمر طبيعي؛ إذ أن الغدد اللمفاوية تتضخم عند حدوث التهاب في أي مكان مجاور لها.

بالنسبة للدوخة وانخفاض الضغط فهو تأثير جانبي لدواء الـ propranolol.

بالنسبة للصداع فحسب وصفك للحالة يبدو أن هذا الصداع كما يسمى صداعًا تشنجيًا، وهذا النوع من الصداع يزداد بالتعب والإجهاد، ويتحسن بالراحة، خاصة وأنك أوضحت أنك كثير السهر، وطالما أن الألم يتحسن بالبانادول فهو غالبًا ليس نتيجة ورم بالدماغ، ولا داعي للقلق بهذا الشأن بإذن الله؛ لأن أورام الدماغ تترافق مع أعراض أخرى، ولا يتحسن الألم عادة بالبانادول.

وهذه لمحة موجزة عن أسباب الصداع: إن للصداع أسبابًا كثيرة، ومن أهمها: الصداع التوتري: ويكون بسبب التوتر، والشدة النفسية، والإرهاق، والتعب، وهو سليم عادة، وعلاجه بالراحة والاسترخاء، والمسكنات البسيطة، كالبانادول وما شابهه.

صداع الشقيقة: ويأتي على شكل نوبات متقطعة من الألم، ويترافق مع شعور بالغثيان والإقياء، ويمكن أن يأتي الألم في نصف الرأس فقط الأيمن أو الأيسر، وهذا النوع عادة يحتاج لمسكنات قوية ومتابعة خاصة مع طبيب الأعصاب.

صداع بسبب ارتفاع الضغط الشرياني: ويحدث عادة في الجزء الخلفي للرأس والرقبة، ويترافق أحيانا مع شعور بالغثيان والإقياء والدوخة، وأحيانا تشوش في السمع، أو طنين في الآذان.

صداع بسبب فقر الدم: ويترافق مع دوخة، وتعب عام، وإرهاق، وتسرع في القلب، وشحوب.

صداع التهاب الجيوب الأنفية: ويحدث عادة عند حدوث التهاب بالجيوب الأنفية، ويكون عادة في مقدم الرأس ( الجبهة )، ويترافق مع احتقان في الأنف وارتفاع في الحرارة، ويزول عند معالجة الحالة الالتهابية للجيوب.

صداع بسبب مشاكل في الرؤية: ويزداد هذا النوع عند إجهاد العين بالنظر للتلفاز أو الكمبيوتر، أو السهر والإرهاق، وعندها الأفضل المتابعة مع طبيب مختص بأمراض العيون.

صداع بسبب فقرات الرقبة: وهذا الصداع عادة يترافق مع آلام بالأطراف العلوية والأكتاف، ويعالج بالمسكنات والتخفيف من الجلوس أمام الكمبيوتر، والعلاج الفيزيائي إن احتاج الأمر.

صداع تالي لأمراض في الدماغ: مثل أورام الدماغ -لا قدر الله- أو ارتفاع التوتر داخل الجمجمة، وهذا يترافق عادة مع تشوش بالرؤيا، وإقياء ودوخة، وإرهاق عام، وهناك أسباب أخرى للصداع حيث إن أي شيء يؤدي للإرهاق والتعب يمكن أن يتسبب بالصداع.


والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا محمد

    اعانى من صداع ودوخة ذهبت الى كل الاطباء وعملت كل التحاليل فقالوا التهابات وغدد

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً