الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أجهضت عدة مرات، فهل أحتاج للربط أثناء الحمل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوجة منذ سنة وسبعة شهور، عمري 25 سنة، منَّ الله علي بحملي الأول، وفي بداية الشهر الثاني كان ينزل مني دم خفيف، ومع الراحة كان يختفي، ولكنه يعود كل جمعة وسبت، بمعنى أنه مستمر.

نزلت مني -أعزكم الله- قطعة تشبه الكبد، ظننتها الجنين، وأجريت سونارا، فظهر بأن الجنين سليم، وأخذت دافستون حتى آخر الثالث، وفي الشهر الخامس شعرت بتحجر في بطني وألم لمدة أسبوع، مع براز غريب اللون شبه أبيض، وقوامه مثل الجل.

ذهبت للمستشفى، وأجروا لي سونارا، وكان كل شيء على ما يرام، مع أني أحس بشد أسفل البطن، فظننت أن الجنين متجه للأسفل، فأخبرتني الطبيبة أن الجنين والمشيمة بالأعلى، والنبض سليم، فأخبرتها أني قبل مجيئي إليهم نزلت مني نقطة دم مع الإفراز، فقالت: إنها ستعطيني دفستون، وأن أجلس تحت الملاحظة لمدة يوم، فجلست ولكن عند الفجر زاد الدم، فقامت بفحصي، وقالت: إنه ليس بخطير؛ لأنه يشبه دم الدورة، وفي الساعة 8:30 أجريت سونارا، فقال الدكتور: بأن كل شيء سليم، ورجعت للترقيد، وبدأ الطلق معي يزيد حتى أجهضت ابنتي طبيعيا في الأسبوع 21، وبدون تنظيفات.

بعدها بعدة أشهر ذهبت للدكتورة، وصفت لها حالي، ولم تستطع أن تفحصني؛ لأن الدورة متأخرة، فقالت لي: بأنني قد أحتاج إلى الربط، وحملت للمرة الثانية، وكان الحمل ضعيفا، وأجهضت.

فذهبت لدكتورة أخرى، وأخبرتها عن إجهاضي في الشهر الخامس، وقالت: طالما شعرت بطلق فلن تحتاجي لربط؛ لأن التي تحتاج لربط تسقط بدون ألم، فهل أحتاج لربط؟

مع العلم بأني أعيش في محافظة لا تتوفر فيها جميع الإمكانيات، وزوجي رافض لفكرة الربط، وللعلم إجهاضي تزامن مع خبر لقريب لي فجأة، ففجعت خوفاً عليه من أن يكون قد مات، فهل يكون لهذا دور في إسقاط الجنين؟

أرجو الرد بسرعة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الإجهاض الذي يحدث في الشهر الخامس أو السادس يكون في الغالب بسبب انفصال المشيمة، وهو ما يعرف ب: Placental abruption، وهي خلع جزئي أو كلي في المشيمة من ناحية الرحم، وعند استمرار هذا الخلع لفترة طويلة؛ فإن نزول الدم يزيد، وحالة الجنين تتأثر كثيرا، والتحجر، والشد في البطن، ونزول قطع الدم مثل قطع الكبد (كدم متجلط وليس له علاقة بالجنين)، إشارة إلى انفصال المشيمة، وانقباض في الرحم ليطرد ما بداخله.

وهناك أسباب للإجهاض تتعلق بالأم نفسها، وما قد يظهر عليها من أمراض، مثل: أمراض السكر، الارتفاع الحاد في ضغط الدم، أمراض الكلى، وأمراض الغدة الدرقية سواء زيادة أو نقص إفراز الغدة الدرقية، ولذلك تعتبر العناية الطبية للسيدة قبل حدوث الحمل، والمتابعة أثناءه غاية في الأهمية؛ لأنها تكشف تلك الأمراض، وبالتالي يمكن علاجها في الوقت المناسب.

ويجب تأجيل الحمل في الشهور الستة القادمة حتى تعطي فرصة لبناء بطانة الرحم بناء جيدا، وحتى تنتظم الدورة لعدة شهور، وتنتظم الهرمونات، وينزل مستوى هرمون الحليب، وحتى تأخذي كفايتك من الحديد وفولك أسيد وفيتامين (د)، وحتى يتم نسيان التجربة السابقة.

وفي تلك الفترة وبالإضافة إلى تناول المقويات، يجب فحص هرمونات الغدة الدرقية TSH & FreeT4؛ لأن كسل الغدة الدرقية له دور في تأخر الحمل وفي حدوث الإجهاض، وهناك أيضا عامل ريسس Rhises factor، وهو نوع من أنواع فصائل الدم التي يجب فحصه للزوج والزوجة لبيان التوافق من عدمه، وكذلك فحص الأجسام المضادة للفيروسات CMV وللفطريات TOXOPLASMOSIS.

والخلاصة: زيارة الطبيبة المختصة والمتمرسة في علاج حالات الإجهاض، والمتابعة معها، وسوف تقوم بعمل اللازم -إن شاء الله-.

والوزن الزائد يساعد على حدوث التكيس وتأخر الحمل، وبالتالي يحب العمل على إنقاص الوزن من خلال الحمية الغذائية، ومن خلال المشي والرياضة، مع استخدام أقراص جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا بعد الغداء والعشاء، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من خلال مساعدة الأنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم في حالتك لمساعدة المبايض على التبويض الجيد وعلاج التكيس.

وموضوع ربط عنق الرحم يحتاج إلى متابعة الكشف الدوري أثناء الحمل القادم، وفي حالة توسع عنق الرحم، أو بوادر لاتساع عنق الرحم؛ قد يقوم الطبيب المعالج بعملية ربط عنق الرحم، وهناك عدة نصائح يجب على الحامل التي أجهضت حديثا الالتزام بها، وهي:

- الراحة التامة.
- تجنب الاتصال الجنسي مع الزوج بعد الحمل حتى تستقر الأمور، وعند الاتصال الجنسي يجب أن يتم بدون إجهاد للزوجة.

- تجنب التشطيف والدش المهبلي؛ لأن ذلك يقتل البكتيريا النافعة، ويساعد على حدوث الالتهابات البكتيرية والفطرية.

حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً