الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تغير في المزاج وشعور بالخوف والهرع، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم
أسعدكم الله بكل خير، وأسعد دكتورنا الدكتور محمد عبد العليم، وأشكركم على هذا الموقع الطيب، أثابكم المولى عليه.

أعاني من تغير في المزاج متقطع، وغير مبرر، خلال الفترة الماضية، ومنذ يومين كنت في الكلية، وقد أتيت إلى الدراسة وأنا سهران، وفي المحاضرة حصل لي شعور بالإغماء، مع ضعف في السمع وعدم الانتباه، والتعرق.

خرجت من المحاضرة ولم أستطع أن أكملها خوفاً من الإغماء، والخوف كان بسيطاً، ولم يكن شديداً، لكنني كنت نوعاً ما متوتراً، ولم أستطع أن أكمل محاضراتي، ورجعت للمنزل مباشرة، واستمرت الحالة معي لساعات تقريباً، وكنت أصبر نفسي بأن الذي حصل لي أحد عوارض نوبات الهلع، ولا يستحق التوتر إلى أن خلدت إلى النوم، ومنذ أن استيقظت من النوم وإلى الآن تسيطر علي الأفكار السلبية.

أشعر بآلام في الرأس وشعور بالضيق، وعدم الإحساس بالحياة، وتبلد المشاعر، وعدم التفاعل بالمحيط الذي حولي، والشعور بالخمول وبالتعب العام في الجسم بشكل فظيع، وعدم الارتياح، ولا أحب الحركة أبداً، بل نادراً ما أتحرك، وفقدان الشهية وضغط في الأذن اليسرى، وعدم التركيز، وملازمة السرير غالب وقتي إن لم يكن كله!

لا أستطيع أن أعيش حياتي طبيعيا، وأن أتفاعل مع الحياة، ولا أدري ما الذي حصل لي؟! وحقيقة لم أذهب إلى المستشفى لإجراء أي فحوصات.

علماً أنني كنت أعاني من نوبات الهلع قبل سنة، وأخذت كورس علاج، وتوقفت عنه قبل 5 أشهر بعد متابعة من الطبيب، وكان علاجي السيبراليكس، فهل الذي حصل لي من السيبراليكس، وهل له آثار في المستقبل؟

كما أود أن تحدثوني عن العلاج السلوكي المعرفي، وجلساته وفوائده، وكيفية أخذ هذا العلاج وعند من؟ وهل عند عيادات متخصصة أم ماذا؟ وهل تنصحوني به أم حالتي لا تستدعي ذلك؟ وهل تنصحوني بالتنويم المغناطيسي لإزالة الأفكار السلبية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل النوبة التي حدثت لك قد تكون بدايات لنوبة هلع، والحمد لله كانت النوبة قصيرة وانتهت، الاحتمال الثاني أنه ربما تعاني من التهاب في الأذن الداخلية.

أنت ذكرت عرضا مهما، وهو شعورك بالضغط في الأذن اليسرى، في بعض الأحيان الالتهابات الفيروسية خاصة التي تؤثر على جهاز التوازن عند الإنسان، والذي يعرف باسم لا برنس قد تؤدي إلى مثل هذه الأعراض، الذي أفضله هو أن تذهب إلى الطبيب ليس من الضروري الطبيب النفسي الطبيب العموم طبيب الأسرة، أو الطبيب الباطني، ليقوم بإجراء الفحوصات اللازمة لك.
أيضاً التأكد من مستوى الدم والسكر، وهذه الأساسيات الطبية مهمة، وسوف يطمئنك كثيراً.

لا أرى حالتك هي حالة هلع كامل أو فزع كامل إذا تأكد أن فحوصاتك كلها سليمة ربما تحتاج أن تتناول عقارا بسيطا مثل دوجمتيل، والذي يعرف باسم سلبرايد دواء بسيط جداً ومفيد، والجرعة هي كبسولة واحدة 50 مليجرام تتناولها صباحا ومساء لمدة أسبوعين، ثم كبسولة مساءً لمدة أسبوع، ثم تتوقف عن تناوله.

الدواء جيد لعلاج القلق المصحوب بالأعراض الجسدية، ومواصلة ومتابعة الرياضة أيضاً أعتقد أنها مهمة وتغير نمط الحياة ليكون أكثر إيجابية، والاجتهاد في دراستك وتوزيع الوقت، وتنظيمه بصورة صحيحة، كلها أمور أساسية بالنسبة لك.

العلاج السلوكي هو مستقى من أن هنالك للإنسان سلوكا، وأن هذا السلوك يحتاج إلى تعديل، والمعرفي أي الفكري أي أن الفكرة التي أدت إلى تغير سلوكي يجب أيضاً أن يتم تغيرها، وله عدة أنواع، وعدة مشتقات، وقد تطور كثيراً في الآونة الأخيرة بصفة عامة، وهو يقوم على مبدأ تعديل السلوك من سلبي إلى إيجابي، وأهم شيء في العلاج المعرفي هو السعي نحو تغير الأفكار.

كل فكرة سلبية هنالك ما يقابلها من فكر إيجابي، وكثير من الناس لديهم ما يسمى بشخصنة الأمور، مثلاً إذا قلق يعتبر نفسه أنه الشخص القلق الوحيد في هذه الدنيا، إذا خاف يعتبر نفسه أنه هو الوحيد الذي يمر بمثل هذا العرض!

مهمة المعالج هنا أن يصحح هذه الشخصنة، وبعض الناس أيضاً لديهم التعميمية، أي أنه يعمم الأمور بشكل خاطئ جداً، هؤلاء أيضاً يجب أن يعالجوا سلوكياً، وأن تشخصن الأمور بصورة أفضل.

المخاوف لديها برامج علاجية، الوساوس لديها برامج علاجية، وكلها تقوم على مبدأ الفعل المضاد تحقير الفكر السلبي، والفعل السلبي وعدم اتباعه، العلاج السلوكي أيضاً يتطلب تطوير المهارات الاجتماعية تأكيد الذات تطويرها أن يكون للإنسان أهداف أن يضع الآليات التي توصله إليها وهكذا.

هذا كله علاج سلوكي، وأن يروض الإنسان نفسه ويجعلها مطمئنة، وأن يتقى الله في كل شيء، وأن يتحلى بمكارم الأخلاق، هذا كله نوع من التغير السلوكي المعرفي الإيجابي.

بالنسبة لوجود عيادات متخصصة، معظم الأطباء النفسيين لديهم خبرة كبيرة في العلاج السلوكي، لكن هنالك أطباء وأخصائيون نفسيون متخصصون في العلاج السلوكي فقط، وتجدهم على سبيل المثال لا يهتمون كثيراً بالمدارس العلاجية الأخرى، مثل المدرسة التحليلية مثلاً.

أنا أعتقد أن حالتك لا تستدعي كل هذا، اتبع ما ذكرته لك، وإن لم تتحسن الأمور بعد ذلك اذهب وقابل الطبيب النفسي، وسوف يوجهك التوجيه الصحيح.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر muhammed

    thank you for your statement.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً