الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا مقتنع بأنني مصاب بالسرطان مع أن كل التحاليل سليمة، أرجو إرشادي.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الدكتور/ محمد عبد العليم المحترم.

أعاني منذ سنوات من آلام ومغص في البطن لا يزول, راجعت العديد من أطباء الباطنية، واستشاريين في الجهاز الهضمي، وقمت بعمل تحاليل عديدة، منها: تحليل جرثومة المعدة، والتيفويد، ووظائف للجسم كله، وموجات فوق صوتية، وأشعة مقطعية على البطن، وكل النتائج سلبية باستثاء دهون على الكبد.

أرهقني الذهاب إلى أطباء الجهاز الهضمي، والجميع يؤكد لي أن ما أعاني منه ما هو إلا قولون عصبي، ولا داعي لعمل فحوصات أخرى، أو إجراء منظار, ولكن لا أقتنع بأي طبيب منهم, ولا أقتنع إلا بأنني مصاب بمرض خطير، وبالتحديد -عافانا الله وعافاكم- (السرطان).

أصبح هذا التفكير يؤثر على كل أموري الشخصية، وأثر تأثيرا مباشرا على عملي وحياتي, لا أنام من كثرة التفكير والخوف من الأمراض والموت, أراقب كل وظائف جسدي الحيوية, وأتخيل نفسي وأنا مريض وأتداوى بالعلاج الكيميائي، وكيف أصبح جسدي هزيلا، وأنتظر الموت في كل لحظة, لا يذهب عني هذا التفكير مطلقا.

صرفت الآلاف والآلاف على الفحوصات والتحاليل والأشعة، وكلها بلا نتيجة, أريد فقط الاطمئنان.

هل أنا مصاب بمرض في القولون؟ هل علي أن أقوم بالمزيد من الفحوصات والمناظير؟ هل ما أعاني منه حالة عضوية أم نفسية؟ كلها أسئلة أريد عليها إجابة؟

أفكر جديا أن أنتحر وأرتاح من كثرة التفكير والخوف؛ لأن حياتي أصبحت لا قيمة لها.

أرجو من الله أن تصلكم رسالتي ويتم الرد عليها في أقرب وقت، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا بد أن أبدأ وأقول لك: إن أفكارك التي وصفت فيها بالجدية حول الانتحار أزعجتني كثيرًا، أنت مسلم والحياة طيبة، ومشكلتك ليست بالمستعصية.

أخِي الكريم: لا بد أن تطرد مثل هذا الفكر القبيح؛ لأنه سوف يعطل حياتك، ولا يساعد على شفائك أبدًا، ولا يحل مشكلتك،على العكس تمامًا هو نفسه مشكلةٌ، ومشكلةٌ عويصة جداً، وانظر للفائدة تحريم الانتحار والتفكير فيه: (262983 - 110695 - 262353 - 230518).

ثانيًا: أنت تعاني مما يعرف بالمراء المرضي، وهو: خوف شديد من أمراض معينة، وتتميز هذه الظاهرة بالتنقل، والتردد، والتجوال، بين الأطباء، وأن يكون الإنسان في حالة يقظة يبحث عن الأمراض، ويتحسسها، ويتوجس حيالها.

أخِي الكريم: العلاج يتمثل في الآتي:

أولاً: يجب أن تقتنع أن حالتك نفسوجسدية.

ثانيًا: يجب أن تسعى وتعيش حياة صحية.

الحياة الصحية تتطلب: تنظيم الغذاء، تنظيم العمل، التواصل الاجتماعي، ممارسة الرياضة، الحرص على أمور الدين، التطلع المستقبلي السليم، وأن يكون الإنسان نافعاً لنفسه ولغيره.

ثالثًا: أنت محتاج لأن تقابل طبيباً نفسياً، هنالك أدوية معروفة أنها تساعد في علاج مثل هذه الأعراض، منها: عقار يعرف تجارياً باسم (سبرلكس) ويسمى علمياً باسم (إستالوبرام) وعقارٌ (سُوليان) متميزة جداً في القضاء على المراء أو الخوف المرضي.

رابعًا: امنع نفسك من التنقل بين الأطباء، ابنِ علاقة علاجية سليمة مع طبيب واحد ترتاح له، طبيب الجهاز الهضمي (مثلاً)، أو طبيب الباطنية، وراجعه مرة واحدة كل ثلاثة إلى ستة أشهر، وامنع نفسك تماماً من التجوال بين الأطباء.

خامسًا: صرف الانتباه من خلال ألا يكون هنالك فراغاً ذهنياً، أو فراغاً زمنياً، وأشرتُ إلى ذلك من خلال الحياة الصحية.

ولا بد للإنسان أن يكون مفعمًا بالأمل والرجاء، وأن يعيش حياة إيجابية، هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أوروبا mohammed hassan

    اخى حسام انا كانت عندى مشكلة اقرب لمشكلتك لكن انا غيرك ما فكرت فى الانتحار لأن الحياة حلوة وربنا سبحانه وتعالى خلقنا لعبادته فلا داعى ان تخسر اخرتك، فثق تماما مادام اكثر من طبيب قال انك ما عندك مرض خبيث،

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً