الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مريض السرطان، وعلاقة الحالة النفسية بالعلاج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

كيف يعرف الشخص نفسه إذا كان طبيعياً من الناحية النفسية، وما هي المهدئات الطبيعية في حال التوتر؟ وهل مريض السرطان يحتاج إلى حبوب نفسية؟ وهل من علاج نفسي لمريض السرطان؟ فقد تم إزالة الغدة الدرقية والغدد الليمفاوية مني، ولكن مشكلتي ليست مع السرطان، ولكن مع من حولي من الأقارب، فالسرطان وضح لي الأمور -والحمد لله على كل حال- مع العلم أنني مريضة سرطان، ولكن لا أجد الاهتمام من المستشفى، فهل من علاج نفسي للأفكار السيئة والرهبة؟

والصلاة والسلام على رسول الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سراب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأشكرك على التواصل مع إسلام ويب، ويا أختي -الكريمة- الحياة كلها أمل ورجاء -وإن شاء الله تعالى- يأتيك الخير ومن جميع الأبواب، توكلي على الله واسأليه العفو والعافية والمعافاة في الدين والدنيا والآخرة، بالنسبة لمريض السرطان، مرضى السرطان يتفاوتون ويتباينون في درجة تحملهم لهذا المرض، وشخصية الإنسان تلعب دوراً كبيراً في هذا، وكذلك درجة تواؤمه وتكيفيه النفسي والوجداني والعقدي.

في بعض المراكز العلاجية للسرطان يوجد أطباء نفسيون وأخصائيون ومرشدون وداعمون ومعالجون، الذين هم جزء أساسي من الفريق العلاجي، لأن مريض السرطان يحتاج للدعم، وفي بعض الأحيان تعطى الأدوية، قطعاً المحسنة للمزاج والمزيلة للكرب والكدر والتوتر، هذا من ناحية عامة، فإذن هنالك علاجات نفسية لمريض السرطان، ولا أقول لكل مرضى السرطان، هنالك -الحمد لله تعالى- من تكون درجة قناعاتهم وتوكلهم وإرادتهم التحسنية عالية جداً، للدرجة التي تجعلهم لا يحتاجون لأي علاج نفسي أو خلافه.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: أرجو أن تكوني على قناعة كاملة أن الله -تعالى- هو الذي يشفي، وأن الصبر على الابتلاء فيه أجر عظيم، وقطعاً محاربة هذا المرض من خلال قوة إرادة التحسن سوف تساعدك كثيراً، من المفترض أن تجدي الدعم من كل من هم حولك، أطباء وغيرهم، لكن في نهاية الأمر ما يأتيك من الله -تعالى- هو الأفضل و-إن شاء الله تعالى- بقوتك وإرادتك وتوكلك وعزمك الأكيد على هزيمة هذا المرض، ستعيشين حياة طيبة كريمة.

أيتها الفاضلة الكريمة: اصرفي انتباهك وعيشي الحياة بكل جمالها، بكل قوتها، كوني فاعلة، كوني نافعة ولا تشعري أحداً أبداً بأنك ضعيفة، فأنت -إن شاء الله تعالى- لست بضعيفة.

سؤالك هل من علاج نفسي للأفكار السيئة والرهبة: نعم -أختي الكريمة- توجد أدوية ممتازة جداً، علاج مثل سيرترالين، والذي يعرف باسم زولفت، علاج مثل إيفكسر، والذي يعرف باسم بفلافكسين هو ممتاز وممتاز جداً، لكن لا تقدمي على تناول أي علاج دون أن تستشيري طبيبك المعالج، أنا آسف جداً أنك لا تجدين الاهتمام الكامل من جانب المستشفى، وأسأل الله -تعالى- أن يقيض وأن يسخر لك من يهتم بأمرك، وأنا متأكد أن من بين الفريق العلاجي من هم على مستوى من المسؤولية والأمانة والصدق والحرص على مساندة الناس، أسأل الله -تعالى- أن يقيض لك أحداً منهم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً