الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من كسل شديد وخوف.. هل دهون الكبد لها علاقة بالكسل؟

السؤال

تكملة للاستشارة رقم 2226234، ذهبت إلى طبيب نفسي بمستشفى الصحة النفسية بالطائف، وشخص حالتي بـ " الخوف المرضي أو الخوف من مرض السرطان " ووصف لي سبرالكس 10 مجم حبة صباحًا وحبة مساءً، ودوجماتيل 50 مجم حبة قبل الوجبات 3 مرات يوميًا، وتريبتيزول 25 مجم حبة قبل النوم, ونصحني بالاستمرار على الأدوية مدة لا تقل عن 6 أشهر بعد التحسن، ما زلت أشعر بالخوف والكسل الشديد جدًا في أداء أي عمل.

علمًا بأن لدي دهونا على الكبد، فهل لها علاقة بالكسل الشديد الذي أعاني منه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأود أن أبدأ من النقطة البسيطة، وهي وجود دهون على الكبد، هذه ليست ذات أهمية، فهي من الأشياء التي تظهر حين يُجري الإنسان موجات صوتية على الكبد، خاصة إذا كان الإنسان بدينًا، أو وزنه زائدًا بعض الشيء، لا أعتقد أنها ذات أهمية طبية، ولا علاقة لها بالكسل الشديد.

الأدوية التي أعطاها لك الطبيب هي أدوية ممتازة، وطبعًا الجرع ووقت تناول الدواء هي من وجهة نظر الطبيب، وأنا أعتقد أن رجوعك إليه سوف يكون مهمًّا، وأن تخبره بموضوع الكسل الشديد؛ لأن تناول السبرالكس بجرعة مرتين في اليوم ربما يؤدي إلى شيء من التكاسل، وكذلك تناول الدوجماتيل بجرعة ثلاث كبسولات في اليوم، ربما هذا أيضًا يساهم في هذا الأمر، ويعرف عن التربتزول بالرغم من أنه دواء ممتاز، ومحسن للنوم، فإنه قد يؤدي إلى شيء من الكسل.

أنا لا أقول لك أن هذه الأدوية ليست سليمة، الأدوية سليمة وفاعلة، والجرعات صحيحة، لكن شيء من التعديل البسيط على أن تكون الجرعة ليلية (مثلاً)، يعني أن يكون السبرالكس بجرعة عشرين مليجرامًا، تتناولها كجرعة واحدة مساءً، يُضاف إليه التربتزول بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، ويكون الدوجماتيل كبسولة واحدة في الصباح، أعتقد أن ذلك سوف يكون علاجًا كافيًا وشافيًا، وترتيبه جيد من حيث أنه لا يؤدي إلى الكسل.

شيء آخر مهم جدًّا، وهو أن الآثار الجانبية للأدوية غالبًا تظهر بشدة ووضوح في بدايات العلاج، بعد ذلك تبدأ - إن شاء الله تعالى – في التلاشي إلى أن تختفي، فلا تنزعج أبدًا لهذه الأعراض.

نقطة أخرى مهمة: أنت أوفيتَ العلاج الدوائي حقه من حيث أنك ذهبت إلى الطبيب، وأعطاك الدواء، وأحسب أنك ملتزمًا بالتعليمات، بقي شيء آخر، وهو: دفع هذه الأفكار الوسواسية، وتحقيرها، وعدم الالتفات إليها، وأن تشغل نفسك بما هو مفيد – هذا مهم وجيد – وأن تسعى لأن تعيش حياة صحية، الحياة الصحية تعني: أن يكون غذاء الإنسان متوازنًا، أن يعتمد على النوم الليلي المبكر، أن يمارس الرياضة، أن يطور نفسه معرفيًا، وأن يتواصل اجتماعيًا، وأن يكون حريصًا جدًّا على أمور دينه، هذه تمثل دفعًا نفسيًا إيجابيًا -وإن شاء الله تعالى- أنت حريص على ذلك.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً