الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يتمادى بك الوهم فتظنين أن بك أمراضا خطيرة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أعاني منذ سنين من شد في الرقبة وآلام في الرأس، مع احمرار في العينين، وتثاؤب مستمر، والآن زادت الحالة، أصبحت أشعر بقشعريرة في جميع أنحاء جسدي وتنميل وكان شيئا يمشي عليه، وأنفعل وأغضب بسرعة، دائما متوترة، والقلق صديق حياتي، أحيانا أفقد الثقة بنفسي وأشك بنظافتي دائما، وأتأثر بأي انتقاد وأعصابي لم تعد تحتمل أي شيء، وأعاني من حموضة المعدة المستمرة والتهاب في حلقي، ذهبت إلى طبيب الأذن والحنجرة وقال: إني سليمة، ولكن الالتهاب بسبب المعدة.

ذهبت إلى راقية قرأت علي الرقية الشرعية ولم أتأثر، وقالت: لا توسوسي بعين أو حسد، أزيلي من بالك هذه الأفكار. طلبت أن أراجعها مرة ثانية وقالت إني لا أحتاج، أستخدم ماء وزيت زيتون مقروء فيه القرآن، سأصاب بالجنون، مم أشكو؟ لا أدري، أصبحت أوسوس بالعين والحسد والمس، مع أني أحافظ على أذكار التحصين في الصباح والمساء، وأستمع للبقرة والرقية الشرعية دائما.

أرجو الرد، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعراضك من الواضح أنها ذات طابع نفسي وجسدي، فأنت لديك الشد في الرقبة والألم في الرأس، واحمرار العينين وتثاؤب والقشعريرة والتنميل، وفي ذات الوقت لديك سرعة الانفعال والغضب وكذلك القلق.

إذن هنالك تمازج ما بين الأعراض الجسدية والنفسية، وأنت بالطبع طرقت أبوابا عديدة من أجل العلاج، وقناعاتك وقناعات من حولك حول العين والسحر قوية، وأنا أقول لك أنني أؤمن بالعين والسحر والمس وكل ذلك، لكن في ذات الوقت أؤمن إيمانًا قاطعًا أن الإنسان مكرَّم، وأن الله تعالى خير حافظًا، وأن المسلم المؤمن الذي يحافظ على صلواته وأذكاره وأدعيته ويحصِّن نفسه - إن شاء الله - لن يُصيبه مكروه أبدًا.

لا أريدك أن تكوني ضحية لأي توهمات أو معتقدات خاطئة أو شعوذة أو شيء من هذا القبيل، أنا أعتقد أن الرقية الشرعية تكفي تمامًا، وفي ذات الوقت اذهبي وقابلي الطبيب النفسي، فأنت بالفعل محتاجة لدواء مضاد للقلق والتوتر والوساوس، وعقار مثل (سبرالكس) والذي هو من أفضل الأدوية سيكون جيدًا ومفيدًا بالنسبة لك، دواء نقي، دواء نظيف، دواء لا يؤثر على الهرمونات النسوية، لا يسبب الإدمان، وفي ذات الوقت هو مفيد جدًّا لعلاج هذا النوع من الوساوس والمخاوف والقلق.

والجرعة التي تحتاجين لها بسيطة، هي خمسة مليجرام كجرعة بداية – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تتناوليها لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة – أي عشرة مليجرام – تستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أعتقد أن هذا العلاج الدوائي سوف يكون كافيًا جدًّا، وإن ذهبت إلى الطبيب ووصف لك أي دواء آخر فلا بأس في ذلك، وعليك أن تصرفي انتباهك تمامًا من هذه الأعراض، أشغلي نفسك بما هو مفيد، أنت - الحمد لله تعالى - لك مسؤوليات أسرية وزوجية، وهنالك الكثير المفيد الذي يمكن أن تقومي به وتُديري وقتك وتستفيدي منها على أحسن نموذج، وهذا قطعًا يُحاصر الوساوس والقلق والتوترات، بل يزيلها تمامًا منك - بإذن الله تعالى -.

لا تقلقي، عبري عمَّا هو بذاتك، لأن الكتمان أيضًا يؤدي إلى التوترات والانفعالات النفسية السلبية مما يُثير الجهاز الهضمي على وجه الخصوص.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً