الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أقنع والدي برغبتي بالانفصال عن الخاطب الكاذب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 33 سنة، موظفة، تقدم لي رجل متزوج، وافقت عليه عندما علمت بأن لديه 3 أبناء، وأنه رجل طيب وذو خلق، وتمت الملكة، ولكني اكتشفت بعد الملكة عند أول لقاء بأن لديه بنتين، ثم بعد ذلك تبين أن لديه 5 أبناء ليصبحوا 7، لقد صدمت من هذا الأمر كثيرا، لأني لو علمت بأن لديه هذا العدد ما كنت لأوافق عليه.

أنا محتارة كثيرا في هذا الأمر، هل يحق لي طلب الطلاق لأنهم كذبوا علي؟ وكيف أخبر أبي بأني لا أريده؟ لأنه سوف يغضب كثيرا، ولن يرضى بالأمر، وقد استخرت، وأنا الآن عازمة على الطلاق، ولكن أحتاج إلى طريقة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك معنا، وثقتك فينا، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

نصيحتنا –أيتها الأخت العزيزة– ألا تُصري على طلب الطلاق وفراق هذا الرجل للسبب الذي ذكرته، فإن كثرة أبنائه بالعدد الذي ذكرتِ ليس مسوغًا لطلب الطلاق وفراق هذا الرجل؛ ما دام قادرًا على أن يقوم بما يلزمه شرعًا من النفقة والسُّكنى ونحو ذلك.

وما دام الرجل بالصفات التي ذكرتِ من طيب الخلق، فإن هذا يؤكد ما نصحناك به من عدم طلب الطلاق، ونخشى عليك –أيتها البنت الكريمة والأخت العزيزة– أن يكون هذا رزقك قد ساقه الله عز وجل إليك ثم توليت عنه ورفضته أنت، وربما تتأسفين حين لا يُفيد التأسف، ونظن أن والدك رأيه من هذا الرأي، ولهذا لن يوافق على هذا الطلب الذي تفكرين به، لأنه ينظر في مصلحتك نظر من يعرف الحياة وهو بها أخبر، ومع هذه الخبرة يُفكر برحمة الوالد بولده، وينظر إلى مصالحك، ولهذا فالرأي الصواب أن تبقي على ما أنت عليه، وسيقدر الله تعالى لك الخير.

هذه نصيحتنا التي نرى أن فيها الخير لك، وفي المقابل نزيد على ذلك أن نقول: إن طلب الطلاق لغير مبرر أمرٌ متوعد عليه في صحيح السنة، فقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: (أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة)، وكون الرجل له هذا العدد الذي ذكرت من الأبناء؛ ليس من البأس الذي يعنيه الحديث، فاحذري في أن تقعي في هذا الوعيد، وأكثري من دعاء الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به، وحسّني ثقتك بالله تعالى، واعزمي أمرك على أن تكوني لهذا الرجل خير زوجة، وسيكون لك خير زوج.

نسأل الله تعالى أن يتولى أمرك، وأن يأخذ بيدك إلى كل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً