الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت حالتي معقدة بعد حصولي على معدل عالٍ.. فهل من علاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 19 عاما, كنت متفوقاً دراسياً, وأحرزت مجموعا عاليا -والحمد لله- في الثانوية العامة, والتحقت بكلية الهندسة, ولكن منذ إعلان نتيجة الثانوية أصابتني أعراض كثيرة هي كالآتي:

- إحساس بفقدان التركيز.

- عدم القدرة على الفهم والاستيعاب.

- صعوبة الحفظ.

- خلل في المشاعر.

- عدم الاستفادة من القراءة.

- أفكار سلبية عن الغباء والفشل بعد أن كنت صاحب أحلام وطموحات.

- ضيق وحزن أغلب الوقت.

- عدم الحماسة والرغبة لعمل شيء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بعض الناس لديهم ما يمكن أن نسميه بالهشاشة النفسية، وسرعة التأثر والتفاعل الوجداني، وهنالك فئة من الناس تتأثر حتى للأحداث الطيبة والحلوة والجميلة.

حدث لك هذا التغير في الأحاسيس والمشاعر بعد أن أُعلنت النتيجة الثانوية العامة، وبالرغم من أنك –وبفضل من الله تعالى– تحصلت على مجموع ممتاز, والتحقت بكلية الهندسة، إلا أن التغيرات التي حدثت لك كانت ذات طابع سلبي جدًّا.

وهذا يُرجعنا إلى القاعدة الأساسية أن الأحداث الحياتية تؤثر على بعض الناس نفسيًا، الأحداث الحياتية حتى الجميلة منها في بعض الأحيان لها تأثيرات نفسية سلبية، هذه حقيقة معروفة، لكن –أخِي الكريم– هذه التأثيرات تكون -إن شاء الله تعالى- عابرة وعرضية.

أخرج نفسك من هذه الأحاسيس من خلال التفكير الإيجابي، أنت الحمد لله تعالى أنجزت، والآن تدرس في هذه الكلية المحترمة، يجب أن تضع آمالاً لأن تصبح -إن شاء الله تعالى- من كبار المهندسين، ورتب وقتك وزمنك وأحسن إدارته، وكن دائمًا في جانب التفاؤل، مارس الرياضة، الرياضة تحسن من التركيز، وكذلك الحفظ، حاول أن تنام مبكرًا وتستيقظ مبكرًا، وبعد صلاة الفجر أدرس لمدة ساعة وساعتين، هذا هو وقت الاستيعاب الحقيقي، القدرة الاستيعابية في هذا الوقت مرتفعة جدًّا.

الذين يراجعون أو يُذاكرون دروسهم مبكرًا تجدهم دائمًا من أميز الطلاب، من حيث الاستيعاب، من حيث التميز، التفوق، وبجانب أن الدماغ يكون في حالة استقرار تام في فترة الصباح أيضًا الإنجاز في حد ذاته، بمعنى أن الواحد حين يدرس لمدة ساعتين في الصباح قطعًا حين يذهب لقاعات الدراسة سوف يكون في حالة إيجابية من حيث التفكير ومن حيث المشاعر، يستطيع أن يقضي يومه بصورة فاعلة وجيدة جدًّا.

فيا أخي الكريم: حاول بهذه الطريقة لإدارة وقتك، وأيضًا رفه على نفسك بما هو طيب وجميل كما ذكرت لك سلفًا، مارس الرياضة، وتلاوة القرآن أيضًا باستبصار وبتدبر وتؤدة تُحسّن التركيز، ولا شك في ذلك، وبر الوالدين نحن نوصي به كثيرًا، لأن قيمته النفسية عالية جدًّا، وذلك بجانب الأجر الوفير من الله تعالى إن شاء الله.

لا أرى أنك حقيقة في حاجة لعلاج دوائي في هذه المرحلة، -إن شاء الله تعالى- الحالة عابرة، طبق ما ذكرته لك، وسوف تحس أن أمورك تبدلت، ومشاعرك ستتحول وتكون أكثر إيجابية.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً