الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبي يعاملني معاملة سيئة دون سائر إخوتي، فهل من نصيحة؟

السؤال

السلام عليكم

أبي يعاملني معاملة سيئة، فمنذ أن كان عمري 14 عاما وهو يضربني، ولكن ليس بدون سبب، إنما يقول لي بأنك لا تعمل، ولا تشتغل، وخمول، وقال لي: سوف أطردك من البيت، ويتهمني بسرقة أشياء من البيت لم أسرقها.

أصبحت أتحاشى رؤيته، وحتى عندما كبرت بقيت المعاملة ذاتها، ويقول بأنني سوف أطردك، حتى إنني فكرت بالذهاب إلى دولة أوروبية أو عربية، ولا يعامل بقية إخواني مثلي، إلا واحدا فهو يعامله مثلي، لكن لا تصل لنصف معاملتي.

أشعر بالظلم وبمرارة الظلم، ورغم المعاملة السيئة، من قسوة الكلام، إلا أنني لا أكرهه، بل أتعاطف معه، فهو متلزم دينيا من صلاة وزكاة، ولا يأكل الحرام، فهل هو ظلمني لأنه ميزني عن بقية إخواني؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك في موقعك، وشكرا لك على تواصلك، ونسأل الله أن يصلح أحوالنا وأحوالك، وأن يلهمك الرشد والسداد، وبر الوالدين بعد طاعة رب العباد.

وقد أسعدنا أنك لا تكره الوالد رغم قسوته، وهذا هو المطلوب شرعا، وحق الوالد عظيم عليك، واعلم أن تقصير الوالد لا يجيز لك التقصير، وأنت مأجور على برك وصبرك وإحسانك.

وكنا نتمنى أن نعرف أسباب هذه المعاملة معك ومع أخيك، فهل كانت هناك هفوات في الصغر، هل هناك من يقوم بالوشاية، ما الأمور والمراسيم التي يقوم بها إخوانك ولا تفعلها أنت؟ ولعلك توافقنا على أنه لا يوجد والد يعادي أحد أبنائه بلا سبب.

أرجو أن يجد الوالد من يذكره أن العدل شريعة الله، وأن العدل حق ينال بصرف النظر عن كون الابن مطيع أو متمرد، بل إننا نرد المتمرد بالإحسان، وهذا واضح في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: أتحب أن يكونوا لك في البر سواء؟

ووصيتنا لك بالصبر وبزيادة البر، وشجع شقيقك على البر، واحتسبوا عند الله الأجر.

ونسعد بدوام تواصلك، ونتمنى أن تجد من أهلك المؤثرين من يستطيع نصح الأب بالعدل.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً