الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل وقوع الخلاف بين الخطيبين مبرر لفسخ الخطبة؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا مخطوبة, وحصل خلاف في وجهات النظر بيني وبين خطيبي, وأفكر بالانفصال عنه, انصحوني إن كنت على حق أم لا.

جاء لي خطيبي مرة, وحكى لي موقفا, وهو أن أحد أصدقائه طلب من آخر أن يذهب لشراء (طقم حريمي) خاص لخطيبته, وهذا الآخر أخذ خطيبي, وبعضا من الزملاء للشراء, فأحسس أنه ليس برجل, لا هو, ولا أصدقاؤه, ولا الذي طلب ذلك, فهذا شيء خاص جدا بالنساء, فكيف يطلب رجل من آخر أن يشتري (طقما) هكذا لخطيبته؟ هل يعقل هذا؟

انزعجت من هذا الموقف غير الرجولي, والذي وثق فيه لشراء شيء هكذا, لم يذهب بمفرده, بل أخذ باقي أصدقائه؛ فغضبت من هذا جدا, فقال لي خطيبي: لن أتصرف مثله أبدا, ولكنه لا يرى الأمر يستحق هذا الغضب, ويرى هذا شيئا عاديا, وقتها أحسست بعدم الأمان معه.

علما أني أحبه جدا, ولكن أفكر جديا في الانفصال عنه, فهل أنا مخطئة؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هند حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك ابنتنا الفاضلة في موقعك, ونسأل الله أن يزيدك حرصا وخيرا, وأن يلهمك السداد والرشاد.

كنا نتمنى أن تذكري البلد وعادات الناس؛ لأن لها علاقة باستيعابنا لما حصل, ثم بوضعه في موقعه المناسب، علما أننا نرفض الفكرة, ونشاركك الرفض, ونحمد الله أن خطيبك أعلن أنه لا يمكن أن يتصرف بتلك الطريقة التي تصرف بها صديقه.

ولا شك أن الغيرة ومعاني الرجولة الكاملة لا ترضى بمثل هذا الموقف؛ لأن الخطيبة واحتياجاتها من الخصوصيات, ولست أدري لماذا طلب من صديقه؟ هل لعدم المعرفة؟ أم هو نوع من التساهل والتوسع المذموم؟

إذا لاحظنا أنها مجرد مخطوبة, وليست زوجة؛ فإنه يظهر لنا مقدار التساهل بين الناس, فالخطبة ما هي إلا وعد بالزواج, ونحن إذ نشكر لك هذه الروح؛ لكننا لا نوافق أن يكون ما حصل سبب لإنهاء علاقتك بخطيبك, ونؤيد دعوته إلى البحث عن أصدقاء أكثر التزاما وتمسكا بالدين, وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله, ثم برعاية الآداب الشرعية والأعراف الموافقة لروح الشرع, ثم عليكم بالدعاء.

نسال الله أن يقدر لكم الخير, وأن يجمع بينكم على الخير, وسوف نسعد بدوام تواصلكم مع موقعكم, ونسعد أكثر بوصول تفاصيل مهمة في القضية التي يراد معرفة الصواب حولها.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً