الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع الأدوية النفسية التي تسبب الضعف الجنسي؟

السؤال

السلام عليكم

أنا كفيف منذ ولادتي، وعمري 29 سنة، عندما كان عمري 12 سنة أصبت بضيق في التنفس، كنت أتخيل أنه لا نفس لدي، ذهبت إلى العديد من أطباء الصدر، وأمراض القلب، وعملوا تخطيطات، وظهرت سليمة، وقالوا: هي حالة نفسية.

بعدها تطورت الحالة فصار عندي خفقان ودوار ورهاب اجتماعي،
خاصة عند إمامة المصلين -بحكم أن عملي مؤذن وإمام مسجد- ذهبت إلى أطباء نفسيين، وتناولت عدة أدوية، وتم تشخيص الحالة أنها اكتئاب مزمن وقلق, ووصف لي الأطباء عدة أدوية (سبرالكس, بروزاك, بروكتين, يوديوميل, سيرمونتيل, ريميرون)
ومن أدوية القلق (ليوفنكسيا, برونكسين, برومازيبام, لورازيبام) ولم أستجب لهذه الأدوية.

بعد ذلك (من عام 2001 إلى 2014) وصف لي الطبيب (أنافرانيل 75 ملجم، ولورازيبام 5 ملجم)، وتمت الاستجابة لهذه الأدوية بنسبة 60%، لكن هناك أعراض جانبية تسبب لي ضعفا جنسيا، كيف الحل مع مشكلة الضعف الجنسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الحزين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خير، أنت راضٍ بقضاء الله وقدره، وقد منحت البصيرة أفضل من غيرك حتى وإن كنت كفيف البصر.

ما تعاني منه إن شاء الله هو أمر بسيط وتقاومه وتدفعه من خلال التفكير الإيجابي، ولا أريدك أبداً أن تعتقد اعتقاداً جازماً أنك مصاب برهاب اجتماعي، وأنك سوف تفشل في إمامة المصلين، لا، مشكلة الخوف أن الفكر يسبق الفعل وبقية المشاعر، أوقف هذا الذي فيه وأقصد بذلك نوعية التفكير، وإن شاء الله تعالى لن تفقد السيطرة على الموقف حين تصلي بالناس، هذا هو المبدأ الرئيسي للعلاج.

المبدأ الثاني هو: أن تتخيل نفسك في مواقف فيها تعرض اجتماعي كبير، طلب منك أن تقدم محاضرة أمام جمع غفير من الناس، طلب منك أن تصلي بالجنائز، وهكذا، هذه مواقف يجب أن تتخيلها وتتأملها وتتدبرها، وهذا يمثل دفعاً نفسياً كبير بالنسبة لك.

بالنسبة للعلاجات الدوائية أيها الفاضل الكريم من أهم الأشياء الضرورية هي أن تستمر على العلاج، وأن تكون هنالك متابعة، عقار انفرانيل عقار جيد جداً، وبالفعل يفيد كثيراً من الناس لعلاج المخاوف، وأتفق معك أنه في بعض الأحيان قد يؤدي إلى صعوبات جنسية.

الدواء الآخر وهو اللورازيبام: أنت ذكرت أنك تتناوله بجرعة 5 مليجرام، هذه الجرعة كبيرة جداً إن لم يكن هنالك خطأ في الطباعة، هذه جرعة إدمانية أيها الفاضل الكريم، وهي ربما تفسد فعل الأنفرانيل؛ فإن كنت بالفعل على هذه الجرعة فيجب أن تتوقف عنها بالتدريج، هذه جرعة إدمانية ولا شك في ذلك.

تواصلك مع الطبيب الذي وصفها لك أمراً مهم وضروري، الأدوية تؤثر على بعضها البعض بصورة سلبية، خاصة تناول هذه الأدوية والتي تنتمي إلى مجموعة البنزدازبيين ومنها اللورازبيام.

أرجع مرة أخرى لموضوع الأنفرانيل: أعتقد أنك يمكن أن تخفض الجرعة إلى 50 مليجرام ليلاً، وتتناول عقار يعرف باسم وليبترين هذا مضاد للاكتئاب والقلق لكنه محسن جداً للأداء الجنسي، شاور طبيبك في هذا، أن تجعل الوليبترين حبة واحدة في الصباح وقوة الحبة 150 مليجرام، وتجعل الانفرانيل 50 مليجرام ليلاً، وتتوقف تتدريجياً عن اللورازبيام.

وتمارس أي نوع من الرياضة، وتهتم بتغذيتك، ولا تراقب أداءك الجنسي، هذا مهم أخي الفاضل؛ لأن الخوف من الفشل يؤدي إلى الفشل، وما دامت أيضاً صغيرا في السن وليس لك إن شاء الله تعالى مشكلة في القلب، أو ارتفاع الضغط، يمكن بعد مشاورة الطبيب إن لم تتحسن يمكن أن تستعمل الفياجرا على فترات متباعدة، وذلك من أجل تحسين الأداء الجنسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً