الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما أغضب تعتريني أعراض شديدة تكاد تدفعني للانتحار، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة، وعمري 18 سنة، أعاني من خفقان القلب، والتعب، والإرهاق، على الرغم من أنني لا أقوم بأي مجهود بدني.

أيضا تحدث الكثير من المواقف أمامي، وتمر علي وكأنني في حلم، وأنا لا أستطيع أن أشعر بالفرح، ولكني لست حزينة! وحتى وإن حزنت أشعر بأن العالم صغير جدا لدرجة أنه يخنقني، علما بأنه كان لي عدة محاولات في الانتحار، ولكنها بفضل الله لم تنجح، وتبت عن فعل ذلك على الرغم من رغبتي الملحة.

وأيضا في السابق كنت أحب شابا، وشاء الله وأتى هذا الشاب ليخطبني، ولكن فجأة تبلدت جميع مشاعري تجاهه، ولم أعد أهتم لأمره، ولا لأمر آخر، ولكنني لم أفصح بذلك، ولا أريد الإفصاح، فوالدتي تحب هذا الشاب لصلاح دينه وأخلاقه، وعلى الرغم من نظرتي السيئة جدا تجاه الرجال، إلا أنني قررت أن أقاوم نفسي، وأحاول تغيير جميع المفاهيم التي قد ترسخت في ذهني.

كما وأعاني من رجفة وشد يأتيني حول الفم والرقبة في بعض المواقف، وينتابني في بعض الأحيان شعور بالغضب الشديد، والرغبة في الضرب أو الصراخ، وأحاول جاهدة كتم ذلك الشعور، لكي لا أقوم بإلحاق الضرر بأحد، فهل هناك طريقة أخرى في إفراغ أو إيقاف ذلك الغضب؟ فمن المرهق كتمه وكأن شيئا لم يكن.

شاكرة لكم، وأعتذر عن الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ manal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعتقد أن حالة من القلق البسيط تنتابك، وهذا القلق ينتج عنه عسر في مزاجك، أما بالنسبة لمحاولاتك للانتحار، وتقلب مشاعرك، وشعورك بالغضب الشديد والرغبة في الضرب أو الصراخ، هي كلها أعراض مرتبطة بشخصيتك، والذي يظهر لي أن البناء النفسي لشخصيتك لم يكتمل بعد، ولكن -إن شاء الله- أنت في الطريق إلى ذلك.

إذًا هي حالة قلقية توترية مع عسر في المزاج، وبعض الصعوبات المتعلقة بشخصيتك، أنت لست مريضة قطعًا، هذه نوع من الظواهر التي قد تكون مرتبطة بمرحلتك العمرية، وما يُصاحبها من تغيرات نفسية، وجسدية، وهرمونية، وفيزيولوجية، ووجدانية، اسعي لأن تتكيفي تكيفًا طبيعيًا، وهذا ليس بالصعب أبدًا.

المشاعر السلبية أو غير الإيجابية والخاطئة لا تعريها اهتمامًا، حقّريها، تناسيها، وعيشي دائمًا على الأمل والرجاء، وكوني مثابرة في دراستك وفي بر والديك وتنظيم وقتك.

يجب أن تتجنبي وتحذري من الكتمان، فالكتمان يتحول إلى طاقات نفسية سلبية تؤدي إلى شدة القلق والغضب، وحتى الرغبة في الضرب، أو الصياح، والاندفاع السلبي مثل التفكير في الانتحار (مثلاً)، فالتعبير عن النفس هو أفضل وسيلة للتفريغ عمَّا في ذاتك، وهذا أمر جيد وسهل جدًّا، فدربي نفسك على تمارين التعبير عن الذات من أجل تجنب الاحتقان النفسي.

كوني قريبة من والدتك، استرشدي دائمًا برأيها، تخيري العلاقات الطيبة مع الصالحات من الفتيات في مرحلتك الدراسية، نظمي نومك، تجنبي النوم في أثناء النهار، نامي مبكرًا لتستيقظي صباحًا وأنت نشطة، تدربي على تمارين الاسترخاء خاصة استرخاء التنفس التدرجي، وهذه تمارين بسيطة جدًّا، لتطبيقها، اجلسي داخل الغرفة أو في مكان هادئ على كرسي مريح، أو على السرير، أغمضي عينيك، افتحي فمك قليلاً، ثم خذي نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف، بعد ذلك أمسكي الهواء في صدرك لمدة أربع إلى خمس ثوانٍ، ثم أخرجي الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم، كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء.

وهنالك تمارين أخرى مثل: تمارين قبض اليدين ثم إطلاقها، وكذلك بالنسبة لعضلات البطن، قبضها وشدّها ثم استرخائها، هذه التمارين مفيدة جدًّا، وذات فائدة كبيرة جدًّا في حالتك.

تعلمي وتدربي على ما ورد في السنة المطهرة من كيفية التعامل مع الغضب، ارجعي إلى كتاب النووي في هذا السياق، وسوف تجدين -إن شاء الله تعالى- استرشادًا طيبًا ونافعًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً