الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصاب بالانفعال لأتفه الأسباب فساعدوني!

السؤال

صباح الخير والسرور.

1- أنا أغضب وأنفعل بسرعة على أتفه الأسباب، ولكن بعد خمس دقائق أندم: لماذا غضبت؟
وتختفي العصبية والغضب، لكن بداية الأمر لا بد من الغضب، علمًا أن عمري 35 سنة.

2- أحس أنني أستحي، وأتردد، وأخاف في بعض المقابلات أو المراجعات؛ لأنها معاملة من عند الموظف، طبعاً أستخدم (جلو كوفاج) لتخفيف الوزن، وأستخدم منظم سكر إلف لتخفيف الوزن فقط لا غير.

والله يحفظكم ويرعاكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو نواف الشهري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على التواصل معنا بهذا السؤال.

في كثير من الأحيان فإن العصبية، أو الغضب والانفعال، إنما هي نتيجة ومظهر لشيء آخر، فيا ترى ما هي الأمور في حياتك الخاصة، والأسرية، والاجتماعية، مما يمكن أن يفسّر هذا الغضب، وهذه العصبية التي تشتكي منها؟

أحياناً عندما يعيش الإنسان في ظروف صعبة، وفي نفس الوقت يجد صعوبة في الاعتراض، أو الانتقاد، أو حتى التشكي، فقد يجد نفسه ميالاً للغضب والعصبية في مواقف أخرى وظروف أخرى، فمثلاً قد تنزعج في عملك، وتعترض على بعض المواقف مع الناس والمراجعين، ولكنك ربما تجد صعوبة في أن تقول لهم حقيقة ما تشعر به تجاههم، وتجاه تصرفاتهم اللامسؤولة، وكذلك قد تجد نفسك أمام بعض الناس المسؤولين عنك عندما يصدرون إليك بعض التعليمات والأوامر أو الانتقادات، إلا أنك تشعر بالحرج من الاعتراض أو الانتقاد، فلا شك أن كل هذا يجعلك تمتلئ بالعواطف والمشاعر الكثيرة التي تختزن في نفسك، والتي تنتظر أن تخرج، وعندما تجد نفسك أمام موقف، وبحيث لا تدري تجد نفسك منفجراً بالغضب والعصبية، وأنت تسأل نفسك: لماذا؟

ابحث وفكّر بتفاصيل حياتك، وظروف معيشتك، واسأل نفسك:
- ما هي الأمور أو المواقف التي تزعجني، أو تشعرني بالغضب؟
- ما هي المواقف التي أشعر فيها بالعصبية إلا أنني لا أستطيع التعبير عنها؟
- كيف يمكن أن أفرّغ عن مشاعري وعواطفي بطريقة صحيّة سليمة، وغير ضارة؟
- ما هي الهوايات التي تستمتع بها في حياتك؟

إن الإجابة على هذه الأسئلة ستساعدك كثيراً على تجاوز هذه المرحلة، أو المواقف الصعبة التي تعيشها، وستعينك على التغيير الذي تريد.

مارس الرياضة أو غيرها من الأنشطة المريحة لك، والتي تستمتع بها، كتعبير عن المشاعر والعواطف التي تعتلج في صدرك، وإذا وجدت صعوبة في التغيير المطلوب أو إذا زادت شدة معاناتك، فلا تتردد في الحديث مع طبيبك، أو الطبيب النفسي، أو الأخصائي النفسي، فهناك بعض المهارات التي يمكنك أن تتعلمها وتمارسها، والتي تدخل تحت باب إدارة الغضب والانفعال.

وربما مشكلتك الأخرى في الاستحياء والتردد مع الناس الآخرين، هو بسبب ضعف التفريغ عن عواطفك ومشاعرك، وستجد بعض التحسن في هذا من خلال حسن تعاملك مع انفعالاتك.

وفقك الله، ويسّر لك الأمور.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً