الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدتي تنحاز لأحد أخوي... فكيف أتغلب على نفسيتي المتأثرة بذلك؟

السؤال

والدي متوفى، ولدي أخت وأخوان، ووالدتي تنحاز انحيازا كاملا لأحد الأخوين، وأعمل بقدر استطاعتي على إرضائها، إلا أنها دائما تشعرني بأني لا أعمل شيئا، وبالعكس إذا عمل أخي أي شيء -حتى ولو قليلا يكون دائما مشكورا- وهذا الأمر يشعر به جميع الأخوة وليس أنا فقط، فأرجو الإفادة ماذا أفعل؟ لأنني في حالة نفسية سيئة جدا، وكذا موقف الدين تجاه الأم، علما بأن هذا الموضوع منذ سنين كثيرة ومازال حتى الآن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يرحم والدك، وأن يعينك على الصبر على والدتك، ونبشرك بأنك مأجور على صبرك، فلا تحزن ولا تتأثر سلبا بما يحصل، وإذا تذكر الإنسان لذة الثواب نسي الآلام، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يصلح لنا ولكم الأحوال.

لا شك أن الذي يحصل من الوالدة يحتاج إلى وقفات، وشريعة الله دعوة للعدل بين الأبناء والبنات، وبين عموم الأولاد، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم -وقال لبشير بن سعد رضي الله عنه أتحب أن يكونوا لك في البر سواء -وأرجو أن يعلم الجميع أن الأبناء يستحقوا العدل بالبنوة، وبصرف النظر عن قربهم أو بعدهم، فالأصل أن نقبلهم كما هم، ونعدل بينهم، فالعدل شريعة الله، وبالعدل ينشط الكسول، ويقترب النافر، ويرضى من يشعر بالظلم.

ولست أدري هل المقدم هو الأصغر أم الضعيف أم المريض؟ ثم بماذا يتميز عليكم؟ هل تجادلونه ولا يجادل؟ هل له أسلوب مختلف في تعامله مع الوالدة؟ هل؟ هل....؟ فإنه إذا عرف السبب بطل العجب وسهل علينا بحول الله وقوته صلاح الخلل والعطب، وسوف نسعد إذا وصلتنا إفادات.

ونحن نتمنى أن لا تتأثر نفسيا، واجتهد في أداء ما عليك، وتذكر أنها تظل والدة، وحقها محفوظ، والله يسأل كل إنسان عن تقصيره، ونتمنى أن يكون لإخوانك دور في تنبيه الوالدة، مع ضرورة أن تستمر في أداء ما عليك، بل ينبغي أن تزيد من برك وإحسانك للوالدة، وسوف نحاول جميعا الوصول إلى الطريقة المناسبة للإصلاح والتصحيح، مع مراعاة الأدب واللطف في التعامل مع الموقف، وتواصلك معنا والإجابة على الأسئلة أعلاه من أهم ما يعيننا جميعا -بعد توفيق الله- في الوصول إلى الحلول المناسبة.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المملكة المتحدة داناعادل

    جزاكم الله خيرعلى مساعدتكم لخواننا المسلمين واحب اوجه كل الشكر لخونامصطفى على صبراوبرالوالدة

  • المغرب jaafra

    امي كذلك لاتحب ابنائي بتاثا تحب ابناء بنتها فقط تصف ابنتي بمواصفات غير لائقة اقدم لها ما في استطاعتي واحصل على الرضا واذا لم ادفع المبلغ المطلوب و الذي يحدده اخي الجالس معها تقوم الحرب علي ,,,,,

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً