الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو العلاج السلوكي للوسواس المرضي والقهري والرهاب؟

السؤال

السلام عليكم.

ما هو العلاج السلوكي لكل من الوسواس المرضي والوسواس القهري، والرهاب الاجتماعي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فوصلتنا استشارتك حول عشبة القديس، وقد قمنا بالإجابة عليها، وها أنت الآن تسأل: ما هو العلاج السلوكي لكل من الوسواس المرضي، والوسواس القهري، والرهاب الاجتماعي؟

أيها الفاضل الكريم: لا يمكن من خلال هذه الاستشارة أن نتحدث تفصيلياً عن العلاجات السلوكية، فهي كثيرة جداً، وهي في المقام الأول تفصل حسب علة الإنسان، وحسب شخصيته، ودرجة قبوله للعلاج ودوافعه، لكن هنالك مواضيع عامة.

العلاج السلوكي -أصلاً- يعني أن السلوك الذي يعاني منه الإنسان هو سلوك مكتسب، ليس سلوكاً فطرياً اكتسبه من خلال تجارب سابقة، أو نسبة للبناء النفسي لشخصيته، أو لأسباب أخرى غير معروفة، وبما أنه متعلم ومكتسب، فالنظرية العلمية تقول: أن ما هو مكتسب ومتعلم يمكن أن يفقد من خلال التعليم المضاد.

لذا يمكن للإنسان أن يعدل سلوكه، ومبدأنا الأساسي في هذا هو {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} إذاً هذه هي القاعدة الأولى القاعدة الأساسية.

الخطوة الثانية في العلاج السلوكي هي أن يتفكر الإنسان ويتدبر؛ ليعرف حقيقة الخوف والوسواس والرهاب، وسوف يصل لقناعة تامة بأنها سخيفة، بأنها يجب أن تحقر، بأنها يجب ألا يتم التفاعل معها مهما كانت ملحة، ومن ثم يبدأ الإنسان في هذه التطبيقات، أي: أن أقوم بفعل ضد ما هو وسواسي أو مرضي أو رهابي، أقوم بفعل ضده دون أن أستجيب استجابة مغايرة، أي دون أن أستكين، دون أن أرضخ لقوة الخوف أو الرهبة مهما كانت ملحة، هذا هو المبدأ الأساسي، بعد ذلك لكل حالة توجد علاجات خاصة -كما ذكرت لك- تكون مبنية على شخصية الإنسان، ونوعية مخاوفه، وأول خطوات العلاج التفصيلي هي ما يسمى بالتحليل السلوكي، أي أن يحلل الفعل الوسواسي أياً كان، مرضياً، أو قهرياً، أو خوفاً، يحلل تحليلاً دقيقاً ما هو نوعه؟ ما هي الظروف التي تأتي به؟ كيفية التغلب عليه، وهكذا.

ثم بعد ذلك تطبق هذه البرامج على كل خوف أو اضطراب، أو وسواس حسب ما يناسب الإنسان، وحين يجلس المريض مع المعالج يعطيه في نهاية الجلسة بعض الواجبات المنزلية، مثل الطالب لا بد أن تكون هنالك تطبيقات يطبقها الشخص وحده، هذه إذا لم تحدث لن ينجح العلاج أبداً، من الوسائل السلوكية العامة إحسان التواصل الاجتماعي -هذا مهم- ممارسة الرياضة، تطبيق التمارين الاسترخائية، هذه -أيضاً- تعتبر من صميم العلاج السلوكي، إذاً هذه لمحة عامة -أيها الفاضل الكريم- عن العلاجات السلوكية، وكيفية التخلص من السلوك السلبي، وتعزيز ما هو إيجابي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً