الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف غير الطبيعي من الناس، فما هو العلاج المناسب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور الفاضل حفظك الله، أما بعد:

أنا عمري 18 سنة، أعاني -يا دكتور- من الخوف غير الطبيعي من الناس؛ حيث إني أخافهم بشكل كبير، أخاف الصغير والكبير، وأحياناً لا أقدر أن آخذ حقي، لكني أواجههم، وأحياناً لا.

عندي خوف ورهبة، واحمرار الوجه، وتوتر وتلعثم في الكلام عند المواجهة، أنا لا أريد أن أتشاجر مع الناس، وإنما أريد أن أزيد ثقتي بنفسي، وأواجه الناس دون خوف.

وعند مواجهتي في أي مشكلة مع شخص أحس بتسارع دقات قلبي، وخوف واحمرار الوجه، وعدم ابتلاع الريق، ومع ذلك أواجه خوفي.

تراودني -أيضاً- أفكار سلبية، وأريد من سيادتك أن تصف لي دواءً مناسباً لحالتي، ومتوفر وسليم في اليمن؛ حيث إني أضغط على نفسي لمواجهة خوفي من الناس، وكم مدة استخدام العلاج؟ وهل -لا قدر الله- يحدث انتكاسة عند ترك الدواء؟

وفي الأخير أوجه شكري وتقديري لك، ولكل من ساهم في هذا الموقع الجميل والرائع، وتقبل تحياتي.

وفي أمان الله، دمت بخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: أنت لست مريضاً، هذا مهم جداً، لديك عدم ثقة في نفسك وفي قدراتك، وربما يكون لديك جزء بسيط مما يسمى بالرهاب الاجتماعي.

العلاج الأساسي -أيها الفاضل الكريم-: ليس علاجاً دوائياً، العلاج الرئيسي هو أن تحقر فكرة الخوف هذه، الإنسان يجب ألا يقبل الفكر السلبي، أو المشاعر السلبية، وتدبر وتفكر وتأمل أن الله قد خلقك في أحسن تقويم، وأعطاك الطاقات الجسدية، والنفسية، والهرمونية، والوجدانية، مثل بقية الناس، فليس هنالك ما ترهبه أبداً.

وانقل نفسك لتكون في صحبة الخيرين من الشباب، المتميزين من الشباب، الصالحين من الشباب، هؤلاء حين تكون وسطهم وفي معيتهم لن تخاف أبداً؛ لأنهم ليسوا من أصحاب المشاغبات، أو الشجار، أو الكلام غير الطيب، فانقل نفسك لمحيط آمن وهادئ، وسوف تحس بالأمان.

وأنصحك -أيضاً-: بالحرص الشديد على بر والديك، هذا يساعدك في إزالة الخوف، واحرص على أذكار الصباح والمساء، واعلم بأنها حافظة، وراجع، وأدرك، وتفهم: (وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ).

الخطوة الأخرى: وهي مهمة جداً أن تعمل برامج يومية، برامج نسميها برامج التواصل الاجتماعي الفعال، والتي تطور المهارات، وأحسن هذه البرامج -طبعاً- الحرص على صلاة الجماعة، الحرص على ممارسة الرياضة الجماعية، مشاركة الناس أصدقائك وغيرهم في مناسباتهم الاجتماعية، تدرب على تمارين الاسترخاء، هذه التمارين حين تطبقها خاصة تمارين التنفس المتدرج، اجلس في مكان هادئ، أغمض عينيك، تفكر في أمر جميل، وحدث طيب، ثم خذ نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، أمسك الهواء في صدرك قليلاً، ثم أخرج الهواء عن طريق الفم بقوة وببطء، كرر هذا التمرين 5 مرات متتالية، بمعدل مرتين، أو ثلاثة في اليوم، فسوف تجد أنه مفيد جداً.

إذاً هذه هي الخطوات الأساسية التي يجب أن تتخذها، ولا أريدك أبداً أن تنعت وتصف نفسك بأنك تعاني من الوسواس، ومن الأفكار السلبية، لا، هذا الفكر يجب أن يرفض، ويجب ألا تخاف من الفشل، وضع برامج لنفسك، برامج مفيدة، يجب أن تجتهد في الدراسة، قلت إنك ليس عندك وظيفة، إذاً لا بد أن تكون في مقعد الدراسة، فالعلم نور، ويجب أن تزود نفسك به مهما كانت الظروف.

العلاج الدوائي إذا لم تكن تعاني من الربو، هنالك دواء بسيط جداً يعرف بـ(إندرال) واسمه العلمي (بروبرانول) تناوله بجرعة 10مليجرام في اليوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله، أعتقد أنه سوف يعطيك بعض الدفع الإيجابي، ويقلل إفراز (الأدرينالين) الذي يسبب لك تسارع ضربات القلب حين تواجه الناس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • حنان

    هده الاجابة اراحتني كثيرا

  • رومانيا BAROSES

    جزاك الله خير يادكتور افدتنا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً