الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من الوسواس في بعض الأفعال والخوف من المستقبل والنسيان الشديد

السؤال

السلام عليكم

أعاني عدة أمور جعلتني أحس أنها غير طبيعية رغم أن عمري 25 سنة، أعاني حالة عند عمل شيء، مثلا وضع منديل في الحقيبة ووضعته، وبعد ثوان أفكر هل وضعته حقيقة أم لا؟ رغم أنني متأكدة أنني وضعته، ولكنني لا أدري ما هذا، رغم أنني أقول لماذا أتأكد وهو شيء تافه؟ ولكنني أتعب من التفكير فأرجع للتأكد وأرتاح جدا؛ رغم أنه شيء تافه، لكن هذا الأمر لازمني كل حياتي في كل شيء وأتعبني، ولا أعلم ما الحل؟

وأعاني عند التوتر من أي مشكلة، أمسك شعري بقوة وأود أن أقطع شعري واحدة واحدة، وكلما قلت سوف أوقف هذا الشعور لا أستطيع، فألقى نفسي لاشعوريا أمسكه وألعب فيه، وأعاني من خوف غير طبيعي، مثلا أكون وحدي في الغرفة وتأتي أمي تناديني، فأفزع فزعة قوية من الخوف، دائما هكذا، والناس تستغرب لما أخاف بهذا الشكل عندما ينادونني أو يأتي أحد فجأة وأنا أشاهد الجوال أو التلفاز، وأعاني من نسيان وبدأت أتعب منه، حتى صديقاتي وأهلي أخبروني بأنني صرت أنسى كثيرا، مثلا تحصل اليوم حادثة ويأتي اليوم الثاني فأنسى تفاصيلها، أتذكر وجود حادثة لكن أنسى ما هي، وهذا الشيء أعاني منه في دروسي، ففي الماضي كنت طبيعية –والحمد لله- لكن فجأة جاءني نسيان وخرب وضعي مع المجتمع ودراستي.

وأعاني من خوف وقلق من أمور المستقبل وكأنه ليس لي ثقة بالله، ولكنني مؤمنة جدا فيه، ولكني لا أدري لماذا هذا الخوف والقلق من الحياة؟ فأخاف من أمور بعيدة جدا، مجرد التفكير فيها يتعبني فأبكي، أخاف مثلا أن يأتيني مرض خبيث أو أن يموت لي شخص عزيز، وهي أشياء بعيدة ولم تحصل، ولكنني أفكر وأخاف وأقلق من هذه الحياة، ويتعبني هذا الشيء، وأحيانا يأتيني شعور بالانتحار للتخلص من هذا القلق، ولكن يردني عنه أنني سوف أدخل النار.

علما أنني لا أريد أخذ علاجات، فأنا صغيرة السن وأريد أن أتعالج بطريقة الكلام المقنع أو ما شابهها، فأنا لا أؤيد العلاجات في سني الصغير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فرسالتك واضحة جدًّا، فأنت تعانين من التردد الوسواسي، هذا فيما يخص موضوع المنديل، ولديك بصورة واضحة قلق المخاوف الوسواسي، وقطعًا كل هذا أثر على مستوى التركيز لديك؛ لذا أصبحت تحسين أن أفكارك متطايرة ويصعب عليك التركيز، باختصار تشخيص الحالة هو قلق المخاوف الوسواسي، والعلاج – أيتها الفاضلة الكريمة – هو في العلاج السلوكي المفصل ويصعب شرحه هنا؛ ولذا أنصحك بأن تذهبي وتقابلي أخصائية نفسية من أجل الجلسات النفسية المتواصلة، وأنت تحتاجين لحوالي عشر جلسات تقريبًا، جلسات سلوكية متقنة، سوف تستفيدين منها كثيرًا.

المبادئ العامة في هذه الجلسات السلوكية هي: تحقير فكرة الخوف والوسواس، والتعريض لها في الذهن وفي الواقع، مع منع الاستجابات السلبية، ويُضاف إلى ذلك التدريب على تطوير المهارات الاجتماعية وحسن إدارة الوقت.

وأنا من وجهة نظري أن العلاج الدوائي مهم وضروري جدًّا؛ لأن هذه الحالات فيها جانب فسيولوجي وبيولوجي، لا أحد يستطيع أن يُنكره، والأدوية التي بين أيدينا الآن هي أدوية سليمة جدًّا، عقار مثل (زولفت) سيكون مفيدًا جدًّا بالنسبة لك، وأنت تحتاجين أن تتناوليه لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر، لكن قطعًا سوف أترك الأمر لك، وأحترم تمامًا وجهة نظرك أنك لا تريدين أن تتناولي أدوية.

إذًا اذهبي وقابلي الأخصائية النفسية من أجل الجلسات المتواصلة، وأنا أوضحت لك التشخيص، وأقول لك أيضًا أن هذه الحالات تستجيب للمكونات العلاجية بصورة جيدة جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً