الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من مشاكل في الكلام والرهاب الاجتماعي مع احتقار النفس، فهل من علاج؟

السؤال

السلام عليكم
أشكركم على هذا الموقع.

أنا شخص أعاني من التأتأة والحبسة الكلامية، وأعاني من الرهاب الاجتماعي، ولا أثق في نفسي منذ الصغر، وأعاني من مشاكل مع والدي؛ حيث إن والدي يضربني أمام الناس، وكنت أعاني من مشاكل أسرية كان سببها والدي، أخاف من الفشل، وأخاف من الزواج والمسؤولية، وأخاف أن أفشل في الحياة.

أحيانا أفكر بالانتحار، حالتنا المادية صعبة، ودائما أفكر في المستقبل، وعندي احتقار لنفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أصابني الكثير -لا أقول من مشاعر الحزن- لكن من مشاعر عدم الرضا حين ذكرت أنك تفكر في الانتحار، ما الذي يجعلك تفكر في الانتحار؟ أيها الابن الفاضل الكريم أنت من شباب الإسلام، أنت لديك أسرة، أنت تعرف قيمة الحياة، هذا تفكير يجب أن تنزعه من مخيلتك تماماً، وتقدم على الحياة بكل قوة، النواقص التي تعتري الإنسان هي طاقات لتحركه من أجل أن يصل إلى مبتغاه، الذي لا يقلق الذي لا يوسوس الذي لا يخاف لا يمكن أبداً أن ينجح.

فيا أيها الفاضل الكريم: أنت محتاج لأن تنظر للحياة نظرة أكثر إيجابية، التأتأة ليست مشكلة، معاملة والدك لك فيما مضى لم يكن يريد أن يلحق بك الأذى، أو يهينك أمام الآخرين، لا، والدك يحبك حباً فطرياً جبلياً لا يمكن أن يحيد عنه أبداً، لكن منهجه التربوي ربما يكون فيه شيء من الخشونة، وليس صحيح، أتفق معك في ذلك لكنه لا يكرهك أبداً، يريدك أن تكون أفضل منه، أنا على ثقة من ذلك فلا تنظر لوالدك نظرة سلبية أبداً.

ومشكلة الناس أنهم دائماً يتحدثون عن الماضي ويخافون من المستقبل وينسون الحاضر، أريدك أن تركز على حاضرك الآن، أنت لديك المقدرة العقلية، لديك المقدرة المعرفية، لديك المقدرة الجسدية، خطط لحياتك بصورة أفضل، إن كنت في مرافق الدراسة يجب أن تجتهد، وإن كنت في محيط العمل يجب أن تعمل، أكثر من التواصل الاجتماعي، أحرص على أمور دينك، صل رحمك، هذه هي الحياة أيها الفاضل الكريم، وهي متاحة ومتاحة جداً لكل من أراد أن يلج فيها بصورة صحيحة.

ولا أريدك أن تضخم الأمور، ولا أريدك أن تلجأ إلى العموميات، إذا كان هنالك نقص في مرفق معين من مرافق الحياة هذا لا يعني أن كل حياتي تعيسة، لا، لا تعمم أبداً.

بالنسبة لموضوع التأتأة أيها الفاضل الكريم: لا تراقب نفسك حين تتكلم، اسأل الله تعالى أن يحل هذه العقدة من لسانك، وأؤكد لك أن الآخرين لا يستهزئون بك ولا يريدون بك شراً ولا يستخفون بك، حاول أن تقرأ القرآن الكريم بصوت عال، اذهب لأحد المشايخ ودعه يعلمك مخارج الحروف وكيف تربطها بالتنفس.

وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم (2136015)، أوضحنا فيها كيفية تمارين الاسترخاء، مارس هذه التمارين وسوف تساعدك كثيراً.

أريدك أيضاً أن تتحصل على دواء يعرف باسم تفرانيل واسمه العلمي إمبرامين، دواء بسيط جداً وزهيد الثمن ومفيد لموضوع التأتأة، وكذلك حالة الإحباط والاكتئاب التي تعاني منها، أبدأ في تناول الإمبرامين بجرعة 25 مليجرام تناولها ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها 25 مليجرام صباحا ومساء استمر عليها لمدة ستة شهور، ثم اجعلها 25 مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم 25 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهراً، ثم توقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً