الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من مزاجية حادة وساءت ألفاظي.. ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من مزاجية حادة، فمزاجي يتقلب لأتفه الأسباب، وأحيانا إذا غضبت أفرغ غضبي في الذي حولي، أهلي وإخوتي أكثر شيء، فأرسل لهم رسائل جارحة، وأتعمد أذيتهم!

على سبيل المثال أنا تأذيت من صديقتي، ولم أستطع معاتبتها، فذهبت لإخوتي لأنهم لا يحسون بي، أرسلت لهم رسائل جارحة، وكرهت الحديث معهم، والاجتماع معهم، مع العلم أنهم لم يفعلوا لي شيئا.

أحيانا أحس أني وحيدة، ولا أحد يقدر وجودي، فأؤذيهم بكلامي الجارح، ولا أرحمهم، وأكره مخالطة الناس، ولا أستطيع التحكم في هذه الانفعالات، ولا أستطيع حبسها وإفراغها على إخوتي أو أهلي.

علما أني كنت منذ زمن اجتماعية، أحب الاختلاط مع الناس، أما الآن فلا أحب شيئا، هي فترة تأتيني أكره كل شيء حولي، ولا أستطيع تحمل هذا الشعور فأفرغه بإخوتي!

لا أستطيع تحمل الحديث اللطيف، وأود أن أسب وأشتم وأجرح من يخاطبني، حتى وإن لم يفعل لي شيئا!

أشعر بكراهية بداخلي تجاه إخوتي، بأي سبب ولو كان قديما جدا أو بدون سبب، وألفاظي صارت بذيئة، أود أن أشتم بكلام بذيء لأنفس عن غضبي.

في السابق كنت أعتذر عن أخطائي، أما الآن فلا أستطيع أن أعتذر، وعندما أتضايق من شيء لا أستطيع البوح به، وأكره أن أفضفض، وأندم إذا فضفضت لأهلي، تأتيني هذه الحالة وتستمر لعدة أيام، ولا أستطيع حل هذه المشكلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، أعتقد أن أعراضك هذه في الغالب تكون مرتبطة بشخصيتك، وعليه سيكون من الأفضل أن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي، ليتم تحليل شخصيتك، وتقييمها بصورة صحيحة، هنالك عدة اختبارات تطبق وكلها مفيدة، وتعطي مؤشرات جيدة للمعالج ليعرف نوعية شخصيتك.

هنالك مرض نفسي عصبي، يعرف باسم متلازمة توريت، وهو العالم الفرنسي الذي وصف هذه الحالة، والتي تتصف بوجود حركات لا إرادية بسيطة، خاصة في منطقة الوجه، والأعراض.

المهم أن الإنسان قد يميل لاستعمال بعض الكريمات الجارحة، وذات المحتوى المشين وغير المقبول اجتماعياً، هذه عملية تشخيصية أيضاً لا بد أن نضعها في حسباننا، فأنت ذكرت أن ألفاظك قد أصبحت بذيئة، وكأنك مجبرة على التلفظ بما هو غير مقبول اجتماعياً أو إنسانياً أو شرعياً، فالقيام بزيارة الطبيب النفسي سيكون ضرورياً.

إذاً اذهبي للطبيب ليجري تحليل الشخصية، والتأكد أنك لا تعانين من متلازمة توريت، بجانب ذلك لا بد أن تروضي نفسك وتدربيها على مكارم الأخلاق، وأنصحك بالرفقة الطيبة.

الإنسان يستطيع أن يغير من مسلكه وتصرفاته، وطريقة تعامله مع الآخرين، إذا اختار الصحبة الطيبة النافعة، وأمامك فرصة عظيمة جداً لأن تذهبي إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن لتلتقي بالداعيات، والطالبات، وفي مثل هذا المحيط والجو يستطيع الإنسان أن يتسامى ويرتقي بسلوكه، هذا مهم وضروري.

أرجو أن تفكري في هذا الموضوع بصورة جدية، وأتمنى أن تنفذيه، أريدك أيضاً أن تمسحي على رأس اليتيم إذا كان هنالك يتيم في الأسرة، امسحي على رأسه، هذا يبني رحمة كبيرة في وجدانك، وقطعاً يحد من قسوة القلب.

نقطة أخرى مهمة، أريدك أن تتجنبي النوم النهاري، ونامي ليلاً مبكراً، ومارسي أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة.

هنالك أيضا تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، حاولي أن تتدربي عليها، أكثري من بر والديك، بر الوالدين له إفرازات إيجابية جداً على الصحة النفسية والسلوكية للإنسان، عليك أيضاً بأن تعبري عما بداخلك لا تتركي الاحتقانات تتكرر عليك من خلال السكوت والصمت على بعض الأشياء البسيطة التي لا ترضيك، عبري عن نفسك في حدود الذوق، وما هو مقبول، احرصي على صلاتك في وقتها، وأكثري من الاستغفار، وضعي لحياتك هدفا، فالأهداف النبيلة دائماً توجه الإنسان سلوكياً نحو ما هو أفضل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً