الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلاق أمي وأبي واضطراب علاقتي مع والدي

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاه أبلغ من العمر 22 سنة، كنت أعيش مع والدي ووالدتي، ليس لدي إخوة أو أخوات، أنا وحيدة منذ صغري، وهناك خلافات كبيرة بين والداي، ومشكلات عديدة مع أهل والدي، فهم أشخاص سيؤون للغاية، حتى إنهم يكرهوني.

تم الطلاق بين أمي وأبي منذ فترة قصيرة، قبل شهرين أو ثلاثة أشهر، وأعيش الآن مع والدتي، وأحبها كثيراً، فهي تعتني بي جيداً، علاقتي بوالدي ليست جيدة، بها الكثير من الاضطرابات، فوالدي قاسي جداً، ولا يفهمني، حتى أنه لم يفكر باستشارتي في تطليق أمي، كل ما فعله أنه جاء وطلق أمي أمامي ثم انصرف.

بعد فترة من الطلاق، تزوج والدي من أخرى، وأصر بأن أحضر زواجه، وحينما رفضت، اتهمني بأنني فتاة عاقة، وحينما أسأله: كيف تطلب مني هذا؟ يرد قائلاً: ألست أنا والدك، ولي عليك حقوقاً؟ لم أذهب للزواج، تزوج أبي، وأصبح يطلب مني أن أقوم بزيارته في منزله، والتعرف على زوجته، وأنا أرفض؟ فجعل زوجته تحدثني، وحينما حدثتني، قامت بتهديدي، وأنها ستفرق بيني وبين والدي، وستجعلني أبكي دماً.

أخبرت والدي بما قالت لي، ولم يصدقني، وذهب، فهي تقوم بتحريضه علي دائماً، أبي لا يراعي مشاعري، همه الوحيد هو زوجته الجديدة، علماً بأني لا أريد منه شيئاً، كل ما أتمناه أن ينساني، ويتركني أعيش بسلام مع والدتي، والدي يرفض تزويجي إذا لم تحضر زوجته، وعائلته إلى زواجي.

ما هو الحل برأيكم فوضعي النفسي سيء للغاية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عواطف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم الأحوال، وأن يطيل في طاعته الآجال، اعلمي أن شريعة الله تأمرك بأن تطيعي والدك، ولا تعصي أمك، سددي وقاربي واسألي الله توفيقه والتأييد.

واعلمي أن الوالد يظل والداً مهما قصر، وربنا سوف يحاسبه على التقصير، وسوف يحاسبك على العقوق، فانتبهي واعملي بما ينجيك بين يدي الله، واعرفي للوالدة قدرها وفضلها، وتواصلي مع والدك، واهتمي به، ونفذي ما يطلبه إذا لم يكن في معصية الله.

تجنبي يا ابنتي، الاحتكاك مع زوجة والدك، واصبري عليها إكراماً له، وثقي بأن المكر السيء لا يلحق إلا بأهله، ومن يفعل الخير يجد الخير، فكوني مصدر تقريب بين والدك، وأخوالك وانقلي المشاعر الطيبة من والدتك إليها وقولي خيراً.

وحاولي أن تذهبي في حضور والدك إذا قررت الذهاب، حتى تفوتي الفرصة على كل من يريد الشر من النمامين والنمامات، واحذري النمامين، فإن الواحد منه يفسد في الساعة ما يعجز عنه الساحر في سنة.

وإذا اقتربت من والدك، فأتت الفرص عليها وعلى كل مريد للشر، واتقى الله وتوكلي عليه سبحانه، حاولي مراعاة مشاعر والدك، حتى يبادلك الاحتفاء والاهتمام، وأشركيه في كل خطوة في اتجاه الزواج، فإنه يظل والدك، وبه تُعرفي ومنه سوف يبدأ الخطاب، لا تقطعيه من الاتصال والسؤال، وتحملي منه واصبري، فأنت مأجورة وإذا لم يصبر الإنسان على والده، فعلى من سوف يصبر؟

نسعد بدوام تواصلك مع موقعك، ونتمنى أن تتواصلي قبل اتخاذ أي قرار؛ حتى نشاركك بالتوجيه والدعاء، وهذه وصيتنا لك: بتقوى الله، ثم ببر الوالدين، ونذكرك بأهمية الدعاء، وعليك بالصبر فإن العاقبة لأهله.

وفقك الله وسدد خطاك، ورزقك زوجا صالحا يحبك ويؤمنك ويرعاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً