السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أختي عمرها50، منذ 3 أشهر تشتكي من ألم البطن وغثيان، نقص وزنها 10كيلو، واكتشفوا حصوات بالمرارة لست ملتهبة، قال الطبيب: لا تحتاج إلى العملية، وبعد الألم الشديد أجرت عملية استئصال المرارة بالمنظار ونجحت، وهي 10حصوات صغيرة، الآن مر أسبوع على العملية يأتيها تحجر بالمعدة بعد الأكل، ونغزات مكان العملية، ويلازمها قلق، وعدم القدرة على النوم أكثر من نصف ساعة، مع حرارة داخلية بالبطن، والظهر، وتعرق الرقبة، والجبين أثناء النوم، راجعنا الطبيب وقال: كل شيء سليم.

ما هو الغذاء الصحّي لها؟ فهي لا تأكل كثيراً بسبب الخوف من الألم، وما سبب التعرق والحرارة أثناء النوم؟ فليس له علاقة بالجو، وهل الحرارة والتعرق لها علاقة بالأمراض الروحية؟ وكيف نعرف؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هديل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك حالة تعرف متلازمة ما بعد استئصال المرارة Post Cholecystectomy Syndrome، ويمكن أن تشمل أعراض المتلازمة اضطراب في المعدة، الغثيان، والتقيؤ، الغازات، والانتفاخات، والإسهال مع ألم مستمر في البطن الأيمن العلوي، وقد تكون تلك الأعراض لها علاقة باستئصال المرارة مثل: مضاعفات الجراحة مثل تسرب العصارة الصفراوية من الجرح، أو التهاب البنكرياس، وهذا قد يفسر ارتفاع درجة الحرارة والتعرق، أو يكون لها علاقة بموضوع آخر مثل: القولون العصبي، وجرثومة المعدة، ولذلك يجب البحث عن الأسباب التي تؤدي إلى تلك الأعراض.

ولذلك يجب متابعة الحالة في المستشفى وعمل صورة دم، وموجات فوق الصوتية ( سونار )، أو التصوير المقطعي CT Scan، وقد يحتاج التشخيص إلى عمل الرنين المغناطيسي لتصوير المرارة، والبنكرياس، cholangiopancreatography (MRCP) كأداة تصوير موثوقة لتقييم المرضى الذين يعانون من متلازمة ما بعد استئصال المرارة PCS.

والعلاج يعتمد في البداية على تحديد السبب، والتشخيص الدقيق للحالة من خلال إجراء الفحص الطبي السريري، والحصول على التاريخ الدقيق لمشاكل المريض، مثل مشاكل القولون، ومشاكل المعدة، وعسر الهضم، وعمل تحليل براز، وتحسباً لوجود تسرب وما يلي ذلك من التهاب بريتوني يمكن إعطاء الأخت المريضة جرعات من المضاد الحيوي المناسب مثل: cipropay 750 mg مرة واحدة يومياً، مع إعطائها حبوب nexium 40 mg قبل الأكل صباحاً على الريق، وإعطائها حبوب spasmocaulase قرصين في كل مرة تعاني فيها من المغص قبل الوجبات.

مع تجنب الدهون في الطعام قدر المستطاع؛ لأن الدهون تحتاج إلى مخزن العصارة الصفراوية لهضمه، ولم تعد موجودة بعد العملية مع اعتماد وجبات خفيفة، ومتكررة، وليس للأمراض النفسية علاقة بارتفاع درجة الحرارة.

وإرسال المريض للاختبارات لتحديد السبب، الطبيب سوف يقوم عادةً اهتماما خاصاً بالتشخيص قبل إزالة المرارة، والنتائج المستخلصة من العملية الجراحية، ونتائج أي دراسات أجريت لدراسة تشوهات عينات الأنسجة التي أخذت خلال الجراحة، واستناداً إلى النتائج التي يتوصل إليها الطبيب، فإنه سوف يحدد اختبارات إضافية يجب أن تنجز.

فقط كملاذ أخير فإن الطبيب سيلجأ لإجراء جراحة أخرى لتحديد سبب المتلازمة. عندما يتم تحديد السبب فإن العلاج سيكون وفقاً للتشخيص، اعتماداً على السبب، قد تكون هناك حاجة لعملية جراحية للعلاج، وسواء استخدمت الجراحة أم لا، سيعتمد على إذا كان السبب سيتجاوب مع الجراحة.

ووفقكم الله لما فيه الخير.