الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الاكتئاب مرض مزمن؟ وما هي الجرعة المناسبة؟

السؤال

السلام عليكم
تعرضت لاكتئاب شديد دام فترة سنتين بدون علاج، وبعد السنتين عرضت حالتي على طبيب وتابع حالتي وكتب لي دواء (ديبرام)، وانتظمت على الدواء سنة ونصف تقريبًا، وشعرت بتحسن كبير، واستشرت الطبيب فأرشدني أن أخفف الجرعات بالتدريج، وبالفعل خففت الجرعات بالتدريج حتى توقفت تماماً.

قدر الله سبحانه وتعالى أنه بعد انقطاع الدواء بفترة قصيرة جدًا انفصلت عن خطيبتي، وتعرضت لمشاكل وضغوط لمدة شهرين، ولم أحك عنها لأحد، ورجع الاكتئاب كما كان، بل أسوأ، ومما زاد الأمر سوءاً تراكم المذاكرة، والتأخر الدراسي، لكني بدأت فعلاً بحل المشاكل مع خطيبتي، والرجوع إلى الدواء ديبرام، ولكن حالتي النفسية سيئة جداً، وحالتي تتدهور يومًا بعد يوم.

السؤال: هل الاكتئاب مرض مزمن؟ بمعنى أن المخ عند ظهور المشاكل، والضغوط يقل إفراز السيروتونين بالتدريج، ويدخل في أعراض الاكتئاب وتعكر المزاج، وهل أستمر على العلاج طوال حياتي؟

الأهم: ما الجرعة اليومية المناسبة؟

علماً بأني انتظمت على الدواء سنة ونصف قبل الانقطاع، وإن الحالة الآن فوق السيء، وأريد المذاكرة، ولكن تعكر المزاج، والضغط النفسي لا يساعدني، والمذاكرة تتراكم يومًا بعد يوم، فهل أبدأ بجرعة عالية 40mg لمدة أسبوعين، ثم أخففها لـ 20mg لمدة ثلاثة شهور مثلاً، وأنقطع عنها بالتدريج أم أبدأ بـ 20mg؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهنالك عدة أنواع من الاكتئاب النفسي، تتفاوت وتتباين في شدتها وحدتها ومدتها، وهل هي عابرة ومؤقتة أم هي مزمنة، هنالك أنواع من الاكتئابات قطعاً هي مزمنة، إن شاء الله تعالى الاكتئاب الذي تعاني منه ليس من النوع المزمن، من المهم جداً -أيها الفاضل الكريم- أن تعرف أن الأحداث الحياتية لا يمكن تجنبها، والإنسان يحاول بقدر المستطاع أن يواجه الصعوبات الحياتية بشيء من الصبر والمنطق، وفي بعض الأحيان قد توجد حلول، لكن في بعض الأحيان قد يكون التجنب أيضاً نوعاً من الحل.

كما أن الإنسان يحاول بقدر المستطاع أن لا يعمم المشكلة على حياته، كانت هنالك مشكلة في محيط معين، أو جزئية معينة من حياة الإنسان يجب ألا تعطل حياته، ويسعى ولا ينقاد بمشاعره أو أفكاره السلبية، إنما يصر على الفعل والعمل، والإنجاز والتنفيس، وهذا هو الذي يساعد الإنسان ويجعله يتغير، حتى من الناحية الفكرية والمزاجية. إذاً اجعل هذا هو منهجك العلاجي.

بالنسبة للعلاج الدوائي الدواء الذي وصفه لك الطبيب دواء ممتاز، أعتقد أن تناوله بالنسبة لك مهم على الأقل في نوع من الوقاية، وحتى إن استمريت على جرعة 20 مليجراما يومياً لمدة ستة أشهر إلى سنة فلا بأس في ذلك أبداً، لكن عليك بتفعيل آلياتك السلوكية على النمط الذي ذكرته لك، الفاعلية، التفكير الإيجابي، تطوير المهارات الاجتماعية، كن حريصاً في أمور دينك، ضع أهدافًا وآمالًا، ولا تقبل إلا بالتميز، وإن شاء الله تعالى أنت من المتميزين، اسع لذلك وسوف تصل بإذن الله تعالى.

أشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر كريم

    جزاكم الله عنا خيرا..

  • ليبيا محمد

    والله هونتو عليا اني عندي حالت اكتاب حاده

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً