الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس القهري، وأرغب أن أستفسر عن بعض الأدوية المتعلقة به.

السؤال

السلا عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي عدة أسئلة، وهي كالتالي:

1- هل حبوب (سبرالكس) ممتازة في علاج جميع أشكال وصور الوسواس القهري؟ وكم المدة التي يستغرقها العلاج حتى أحس بالتحسن؟ وكم المدة التي يستغرقها الدواء حتى أحصل على مفعوله بالكامل؟ ومتى أعرف أن هذا الدواء مناسب لحالتي؟ هل هذا الدواء -كما سمعت من البعض، وقرأت على الإنترنت- خطر على الأعصاب وأنه إدماني؟ ولماذا بعض الناس تحدث لهم انتكاسة بعد العلاج؟

2- هل علاج الوسواس القهري يكون بالعلاج السلوكي فقط أم لا بد من العلاج الدوائي؟ وإذا كان العلاج السلوكي كافيًا، فما أشكاله وصوره؟

3- هل العلاج بأكل الأغذية التي تحتوي على (السيروتونين) يأتي بنتيجة أم لا؟ وإذا كان كذلك، فما المأكولات والمشروبات التي يُمكن أكلُها؟ وهل الرياضة والجلوس تحت أشعة الشمس تزوّد الجسم (بالسيروتونين)؟ وهل الكمية هذه تنفع في العلاج؟

4- كيف أعرف أني مصاب بمرض نفسي أم أن الأشياء التي أحس بها سببها الغدة الدرقية؟ وهل نقص أيّ فيتامين، مثل: (د وب12) أو المعادن يسبب مشاكل نفسية؟ وإذا كان كذلك، فهل إذا عُولجتْ تتحسن الحالة النفسية؟

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحالات النفسية، ومنها الوسواس القهري متعددة الأسباب؛ لذا نقول: العلاج يجب أن يكون متعدد الأبعاد، وهذا يعني أن يستعمل الإنسان الدواء بالجرعة الصحيحة وللمدة المطلوبة، والبُعد الثاني: هو أن يلتزم الإنسان بالعلاج السلوكي، والبُعد الثالث: البُعد الاجتماعي، أي أن يكون الإنسان فعّالاً، ولا يجعل المرض معطلاً لحياته.

إذًا أيها الفاضل الكريم، الدواء مهم، والدواء ضروري، مع بقية العلاجات، والذين ينتكسون غالبًا يعتمدون اعتمادًا كُليًّا على الدواء، حين يتوقفون عنه تأتيهم الانتكاسة؛ لأنهم لم يطوروا ولم يبنوا ولم يرتقوا بدفاعاتهم النفسية الداخلية –والتي نعتبرها أمرًا أساسيًا– في مقاومة المرض.

بالنسبة للتوازن الغذائي: لا شك أنه جيد وممتاز، لكن لا أعتقد أنه يعالج الوسواس القهري إذا كان بخلاف (السيروتونين) أو غيره.

إذًا الحياة الصحية دائمًا جيدة، تعويض الفيتامينات دائمًا جيد، وهذا مطلوب، إن كان لديك نقص يجب أن تعوضه، وكما ذكرت لك: عش حياة صحية، غذاء متوازن، ممارسات رياضية منتظمة، نوم مبكر، قراءة، اطلاع، تواصل اجتماعي.

سلوكيًا: يجب أن ترفض فكرة الوسواس، وتقاومها، وتحقرها، ولا تناقشها، ولا تتبعها، بل تستبدلها بما هو مخالف لها. الرياضة ممارستها مفيد، وكذلك تمارين الاسترخاء.

إذًا هذا هو الحاصل، وهذا هو الواقع.

(السبرالكس) من الأدوية التي تستعمل في علاج الوسواس القهري، وهو دواء ممتاز جدًّا وفاعل جدًّا، ليس فيه خطورة على الأعصاب، على العكس تمامًا، هو من الأدوية التي ليس لها تفاعلات سلبية.

جرعة (السبرالكس) تعتمد على شدة المرض واستجابة الإنسان، والجرعة هي من عشرة إلى ثلاثين مليجرامًا يوميًا، دائمًا الوسواس يستجيب للجرعات الوسطية.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً