الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أواجه الخوف والضيق؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الدكتور الفاضل محمد عبد العليم والدكاترة الفضلاء: جزيتم خيرا على ما تقدمونه من نصح وإرشاد.

أنا -والحمد لله- أمر في مرحلة عصيبة منذ أكثر من شهرين، حيث أقوم في كل يوم برقية أقرب الناس لي (أحد أفراد عائلتي) والتي ابتليت بنوع من المس، لا أستطيع تجنب هذه المواجهة وإيجاد راقٍ شرعي يقوم بهذا الأمر بدلا مني في هذا الوقت، أدعو الله أن لا تطول هذه المدة.

في بداية كل مواجهة أشعر بالخوف، ويقشعر جسمي، فقد تأثرت بهذه المواجهات، وأصبح التفكير بمستقبل العائلة يلازمني ليلا ونهارا، وأصبحت معي الأعراض التالية: زيادة في نبضات القلب، ضيق في الصدر، تنميل في الأطراف أو الرأس، خضة أو صدمة داخل جسمي عند سماع الأصوات، وأحيانا دون سماع أي صوت، وهذه الأعراض تزداد وتنقص (وأحيانا تختفي) حسب صعوبة المواجهات التي أمر بها، كما أن هذه الأعراض تشعرني بالعجز عن الاستمرار -وبإذن الله سأستمر-.

لقد شعرت بمثل هذه الأعراض منذ أربع سنوات، عندما هجم علي عدد من الكلاب في إحدى المناطق، واستمرت هذه الأعراض ما يقارب نصف سنة ثم اختفت.

ذهبت إلى دكتور نفساني؛ فأعطاني (أندرال) 10 ملغ صباحا ومساء ولمدة أسبوعين، وأنا الآن في اليوم الخامس من تناول الدواء، وقد شعرت بتحسن ملحوظ، ولكن بعد مواجهة صعبة في الأمس أشعر بضيق شديد، وبخضة قوية في جسمي، ويصحب ذلك شعور خفيف جدا بالغثيان.

كما أرجو الإجابة على الاستفسارات التالية:

1- ما تفسير الضيق في الصدر والخضة فسيولوجيا؟ هل هذا أمر عضوي له علاقة بالجهاز السمبثاوي؟ وكيف يحدث ذلك؟

2- هل أستمر على الأدرينال؟ فبعض الزملاء قالوا لي: إن هذا فقط للقلب.

3- ماذا عن الموتيفال؟ حيث إنكم نصحتم به بعض الإخوة الذين يعانون من بعض القلق.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد عياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيرًا، وقولك أنك تعبت من رقية الآخرين: أنت تقوم بعمل طيب تؤجر عليه -إن شاء الله تعالى- ولا شك في ذلك..

بالنسبة لحالتك –أخِي الكريم-: أرى أن لديك قلق مخاوف من الدرجة البسيطة، واستجابتك لجرعة عشرة مليجرام من الإندرال هذا يدل أن الحالة بسيطة، وبسيطة جدًّا.

بالنسبة لتفسير الضيق الذي يأتيك في الصدر وتفسير الخضة: يعرف تمامًا أن التوترات النفسية الداخلية تؤدي إلى توترات عضلية، وأكثر العضلات التي تتأثر هي عضلات الصدر والبطن وأسفل الظهر والرأس. إذًا التوتر العضلي يؤدي إلى توتر في الصدر مما يجعلك تحسُّ بهذه الضيقة.

من الناحية الفسيولوجية: هنالك إفرازات لمادة الأدرينالين على وجه الخصوص ينشط إفرازها، وكذلك درجة ارتفاع الكورتيزون تكون أكثر عند القلق والتوتر، وهذا هو الذي يفسِّر هذه الأعراض الفسيولوجية، لذا تعتبر تمارين الاسترخاء أحد الوسائل العلاجية الطيبة جدًّا.

بالنسبة لسؤالك الثاني: استمر على الإندرال، لكن أعتقد من الأفضل أن تُدعمه بدواء تخصصي آخر، وأعتقد أن الجنبريد –والذي يعرف علميًا باسم سلبرايد– سيكون خيارًا ممتازًا وأفضل كثيرًا من الموتيفال.

جرعة الجنبريد هي كبسولة صباحًا وكبسولة مساءً، وقوة الكبسولة خمسون مليجرامًا، تناولها لمدة شهر، ثم اجعلها كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

ولا شك أن ممارسة أي تمارين رياضية سوف تعود عليك أيضًا بنفع كبير جدًّا.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً