الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل نقل الدم يحدث لخبطة في الهرمونات؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيراً على كل ما تقدمونه في هذا الموقع.

منذ ثلاثة أعوام قمت بإجراء عملية قيصرية في منتصف الشهر التاسع؛ وذلك بسبب موت الجنين في بطني، وكان هناك انفجاراً في الرحم، وحدث نزيف كثير، وتم نقل ستة أكياس من الدم لي.

بعد الولادة أخذت حبوباً لمنع الحمل، لمدة ستة أشهر، وبعد ذلك قمت بترك الحبوب، ومنذ ذلك الوقت لم تنتظم دورتي الشهرية، ولم يحدث حمل، ذهبت إلى الطبيبة، فقالت لي: يوجد لدي بعض الحليب، وأعطتني حبوباً لإيقاف الحليب.

بعد انتهاء مدة العلاج نزلت دورتي الشهرية غزيرة جداً، واستمرت لمدة 15 يوماً، ثم نزلت مرتين بعد ذلك، وبعدها رجعت كالسابق غير منتظمة، ولا تنزل إلا مع تناول الأعشاب، استخدمت القسط الهندي، والبردقوش لفترة، ثم توقفت، ومنذ أسبوع ذهبت إلى الطبيبة، وقالت: إن نقل الدم هو السبب في هذه اللخبطة التي أعانيها، بسبب لخبطة الهرمونات، وخاصة الغدة النخامية، ووصفت لي حبوباً أتناولها في بداية الدورة، وفي ثاني يوم من الدورة أذهب لإجراء تحاليل الهرمونات.

سؤالي لكم: هل نقل الدم يحدث لخبطة في الهرمونات؟ وكم مدة العلاج اللازم؟ وهل من الممكن أن يحدث حمل؟ وهل انفجار الرحم يؤثر على حدوث الحمل؟

أعتذر عن الإطالة، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم البنات الحلوين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله على سلامتك، ونسأله عز وجل أن يعوضك بكل خير, وأن يجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة, يوم يجزى الصابرون أجرهم بغير حساب -بإذن الله تعالى- وسأجيبك على أسئلتك بالتسلسل, لعل في ذلك الفائدة - إن شاء الله تعالى -.

أولاً: نقل الدم ليس هو السبب المباشر لاضطراب الهرمونات, لكن الحمل, وما رافق العملية القيصرية من أحداث وشدة نفسية, قد يكون له دور كبير في ذلك, خاصة وأن هرمونات الشدة مثل: (هرمون الحليب، وهرمون الكورتيزول) تفرز كميات عالية في الجسم في ظروف الشدة, وقد يحتاج الجسم إلى وقت حتى يتخلص منها ويستعيد توازنه.

ثانياً: العلاج ومدته, تعتمد على نتيجة التحاليل التي ستقومين بعملها, وأقترح أن يتم عمل كل التحاليل الأساسية التي تؤثر على عمل المبيض, وذلك لنفي أي سبب خفي قد يكون موجوداً, ويؤثر سلباً على عمل المبيض, وهذه التحاليل هي:
LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-PROLACTIN-TSH-FREE T3-T4-DHEAS

يجب عمل التحاليل في اليوم الثاني أو الثالث من الدورة الشهرية, وفي الصباح, وإن كنت ستستحمين قبل عمل التحاليل, فيجب أن يكون ماء الاستحمام فاتراً وليس حاراً؛ لأن الماء الحار, قد يؤدي إلى رفع هرمون الحليب.

ثالثاً: بالطبع قد يحدث الحمل بشكل طبيعي - بإذن الله تعالى -, لكن إذا تبين بأن التبويض عندك يحدث بشكل جيد, ومع ذلك تأخر حدوث الحمل, ومرت سنة بعد إجراء العملية القيصرية, فهنا يجب عمل تصوير ظليل للرحم والأنابيب, وذلك للتأكد من أنها سالكة, وأن ما حدث لم يؤدِ إلى التصاق في الحوض - لا قدر الله -.

رابعاً: انفجار الرحم لا يمنع حدوث الحمل, لكنه قد يسبب حدوث التصاقات حول الأنابيب في بعض الحالات, وهذا قد يحدث بعد أي عملية فتح بطن, وليس بعد العملية القيصرية, أو بعد تمزق الرحم فقط, ويحدث حتى بيد أمهر الجراحين, ولا يمكن التنبؤ به أو منعه.

لذلك إن تأخر حدوث الحمل عندك, فيجب التأكد من نفوذية الأنابيب, وأنبه هنا إلى أن الولادة بعد تمزق الرحم, يجب دوماً أن تتم عن طريق عملية قيصرية انتخابية وبوقت مبكر نسبياً، أي أن العملية يجب أن تكون مبرمجة الموعد مسبقا, ويجب عدم السماح للسيدة بأن تدخل في حالة مخاض, ولا أن تلد بشكل طبيعي, ففي هذا خطر كبير عليها وعلى الجنين.

نسأل الله عز وجل, أن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً