الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتناول أدوية للوسواس القهري وأتعرَّض لانتكاسات متكررة!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري الآن 17 عاماً، وسوف أتمّم عامي الثامن عشر فى آخر هذا العام -بإذن الله-، منذ حوالي عامين أُصبت بالوسواس القهري، واستمرت الحالة تزداد سوءًا، حتى وجدت أنه لا مفرّ من الذهاب لطبيب نفسي؛ بسبب أن الأفكار الانتحارية تراودني، وسواسي دائماً يكون فى التشكيك في أن أصدقائي يسخرون مني أو أن من يتحدث معي يكرهني ويستهزئ بي، صرت أتحدث كثيراً مع نفسي، مثل المجانين.

ذهبت للطبيب في شهر 2 الماضي، ووصف لي في البداية (ميرتيماش) 30 ملم، حبة كل يوم، ثم بعد شهر ونصف أضاف (ديورازاك) 90 ملم، حبة كل أسبوع، وكان ذلك فى أواخر شهر 3 الماضي، استمررت على جرعات العلاج هذه بانتظام شديد، حتى نهاية شهر 6، ثم قام الطبيب بتخفيف علاجي، حيث إنه ألغى (الديورازاك)، وخفف (الميرتيماش) ليصبح نصف حبة كل يوم.

بعد انتعاش لفترة أيام، حدثت انتكاسة، فذهبت على إثرها للطبيب مرة أخرى، وكان ذلك في آخر شهر 7، فقام بإعادة (الديورازاك)، وألغى (الميرتيماش) وأضاف نصف حبة (إيسيتابرام) يومياً، استمررت على هذا العلاج أيضاً حتى منتصف شهر 10 الحالي، وقام بتخفيف العلاج مرة أخرى، حيث إنه قام بإلغاء (الإيسيتابرام) مع الاستمرار على (الديورازاك) كما هو، حبة كل أسبوع.

الآن وبعد أسبوعين أحسّ بحدوث انتكاسة أخرى، فما العمل؟ هل أقوم بتغيير الطبيب أم ماذا؟ علمًا أنني قرأت في موقعكم هذا في إحدى الاستشارات: أنه يجب على الأقل الاستمرار على علاج الوساوس لمدة 9 شهور، واحتمال حدوث انتكاسة يكون 50%، فإذا حدثت يجب العودة للعلاج لمدة سنتين.
هذا وطبيبي الحالي قام بتخفيض العلاج مرتين، مع حدوث انتكاستين في أقل من 9 شهور من بدء العلاج.

أفيدوني، وجزاكم الله خيرًا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد عزت حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.

أقول لك: إن الوسواس القهري بالفعل له طبيعة، وهي أنه ربما يعاود الإنسان، لكن إذا تم اقتلاعه، وعلاج النوبات الأولى منه بصورة فاعلة وقوية ومتقنة، هذا يقلّل كثيرًا من فرص الانتكاسات، والوساوس التي تأتي في مثل عمرك، إذا تمّ التعامل معها بصورة صحيحة، غالبًا لا تتكرر.

يا أيها الفاضل الكريم، لا تنزعج لهذه الأعراض التي تعاني منها، لكن لا بد أن تقاومها، ولا بد أن تحقّرها، ولا بد أن تطبق الآليات السلوكية، وأنا متأكد أن طبيبك قد قام بكل الاسترشاد الضروري في مثل حالتك.

الذي أراه الآن هو أن تعدّل علاجك الدوائي قليلاً (البروزاك) دواء ممتاز، دواء فاعل، و(البروزاك 90) دواء ممتاز للوقاية، وليس للعلاج، والذي أقترحه -بعد أن تتواصل مع طبيبك– هو أن توقف (بروزاك 90)، وتستعمل (البروزاك) العادي، بجرعة أربعين مليجرامًا –أي كبسولتين في اليوم- على الأقل، لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها كبسولة في اليوم لمدة شهرين، ثم بعد ذلك تنتقل إلى (البروزاك 90)، وتتناوله أسبوعيًا كعلاج وقائي، ثم تتوقف عنه تدريجيًا، حسب ما يراه الطبيب.

في مثل حالتك أنا أفضل أن تكون مدة العلاج 18 شهرًا على الأقل، وحين نقول العلاج، فإننا نقصد النواحي العلاجية الثلاثة: مرحلة الجرعة التمهيدية –أي جرعة البداية–، ثم الجرعة العلاجية، ثم جرعة الوقاية، والتوقف التدريجي عن الدواء. إذًا المدة ليست طويلة أبدًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر محمد عزت

    أشكركم جزيلاً على ردكم الوافى , لكن لى تعليق بسيط , أنا ذكرت فى الأستشارة أننى أتناول الديورازاك 90 و ليس البروزاك فربما حضرتكم أخطأت فى القراءة , أم أنه لا يوجد فرق بين العلاجين أم ماذا , شكراً جزيلاً ثانية

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً