الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من مرض الاضطراب الوجداني الموسمي، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

بداية أشكر القائمين على هذا الموقع، وأسأل الله تعالى أن يكتب أجرهم، ويجزيهم عنا خير الجزاء.

أنا شاب، بعمر 31 سنة، أتعالج من مرض الاضطراب الوجداني الموسمي، حيث أصاب بنوبة اكتئاب موسمي شديدة في بداية إبريل من كل سنة، أصبت بالمرض منذ كنت بعمر 16 سنة، وبقيت حتى سن 28 بدون علاج نفسي أو دوائي، حيث تعرضت في تلك الفترة العصيبة إلى كثير من الانتكاسات والخسائر، وفي الوقت الحالي أتلقى العلاج الدوائي والنفسي المناسب، والحمد لله حالتي مستقرة.

ما أريد معرفته هو: هل سأظل أتناول الأدوية لمدة 5 سنوات وبعدها يتوقف العلاج الدوائي؟ أم سأبقى أتناول الأدوية مدى الحياة؟

لكم جزيل الشكر والعرفان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن نسعد تمامًا بمراسلاتك، وكما ذكرت لك سلفًا: الاضطراب الوجداني إذا أُصيب الإنسان بأكثر من ثلاثة انتكاسات فهذا يعني أنه لابد أن يداوم على علاجه، وتعتبر الحالة مثل مرض الضغط أو ارتفاع السكر، هذه أمراض مزمنة تتطلب المداراة وتتطلب العلاج الدوائي المستمر.

هذا هو الموقف العلمي حسب ما هو متوفر الآن من معلومات، لكن لا نعرف، قد تأتي أمور مستحدثة، أو أدوية ذات فعالية ومدى بعيد، ربما لا يحتاج الإنسان من خلالها أن يتناول الدواء مدى الحياة، لكن حسب ما هو واقع الآن الإنسان الذي يعاني من هذه الاضطرابات الوجدانية وحدثت له ثلاثة انتكاسات أو أكثر لابد أن يتناول علاجه مدى الحياة.

هذا الأمر يخضع أيضًا لوجهة نظر الطبيب الذي تتم المتابعة معه، هنالك بعض الأطباء يفضلون أن يعطوا مرضاهم ما يسمى بالإجازة العلاجية، أي أن يتوقف المريض (مثلاً) عن الدواء شهرين أو ثلاثة، لأن الطبيب يعرف مرضاه جيدًا، ويعرف حجم نوباته ومسببات انتكاساته، وكيفية منعها.

هذا هو الموقف، إذًا المتابعة، والمتابعة، والمتابعة مع الطبيب المعالج مهمة جدًّا أخي الكريم محمد.

أنت الآن الحمد لله تعالى، حالتك النفسية مستقرة ومنتظم على علاجك، وهذا أمر مُفرح حقيقة، أنا أسعد تمامًا حين أسمع لهذه الأخبار، وهذا يجب أن يكون محفزًا داخليًا لك، هذا الاستقرار يجب أن يعود عليك بمردود نفسي إيجابي كبير، ويجعلك أكثر استعدادًا وقبولاً لأن تستمر في علاجك وأن تحافظ على متابعتك مع طبيبك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً