الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عاد لي الوسواس القهري من جديد ولا أشعر بالأمل.. ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. محمد عبد العليم.

حقيقة لا أعرف كيف أبدأ، تم تشخيصي قبل ست سنوات بالوسواس القهري، وتعالجتُ بالسيروكسات، -والحمد لله- قلّت الوساوس وخفّت حدتها، تعرضت لانتكاسات على مدار الخمس سنوات الفائتة، لكني تغلّبت عليها، -والحمد لله-، لكنّي أعتقد أني حاليًا أتعرض لانتكاسة مجددا بنفس قوة الأزمة السابقة.

وسواسي قبل ست سنوات كان عبارة عن وساوس فكرية لا أفعال قهرية، مررت بأغلب الوساوس الفكرية، العقيدة والدين والتلفظ بالشتم، وتسلّط علي وسواس الخوف من المرض والموت وتوهم المرض، وصلت لمرحلة نتف الشعر القهري، وكنت أتوهم بمرض في القلب، وتعرضت لخوارج انقباض لشدة الضغط، وهذا ما أتعبني وتعرضت نهاية لنوبة هلع.

في العطلة الصيفية السابقة – قبل شهرين ونصف تقريبًا -، تعرضّت لضغوط على المستوى العائلي، ومن بعدها والوسواس بدأ يفرض ظهوره، يبدو لي أنه عاد، وسواس الخوف من المرض، أصبحت أخاف من المرض الفتّاك أعاذنا الله منه – لا أستطيع نطق اسمه حتى -، أصبحت تتسلط علي الأفكار، أخاف أن أتعذّب قبل موتي، وبأن الله سيعاقبني؛ لأني لا أحسن الظن، ولا أتوكل عليه، مع إني لا أقصد هذا، أصبحت أوسوس في أكلي، وأقرأ عن تلك الأمراض، وصارت تأتيني صور مؤذية في عقلي وكأنّي أتعالج منه.

هل رأيتم وساوس الخوف من الموت والذي يعيش فيه الشخص وكأنه لا أمل له وكأنه ينتظر موته، وأنه لن يعيش طويلًا؟ أنا أشعر مثلهم، لكنه فيما يخص المرض، أشعر بالاكتئاب الثانوي أيضًا، هل أعود للعلاج؟ أم حالتي يمكن أن تخف بالسلوك المعرفي؟ وكيف أبعد هذه الوساوس؟

ظهرت لي كتلة في الثدي فوق الحلمة من اليسار وتحت الإبط ، وقال الطبيب - بعد الأولتراساوند -: إنها عقد لمفاوية، وأنها بسبب الهرمونات وأنتِ في سن تختلف فيه الهرمونات، فلا أعلم لماذا ما زلت أشعر بالخوف؟ هل تشخيصه صحيح؟ وهل الثدي نفسه فيه عقد لمفاوية؟ وقبل موعد الدورة بحوالي 10 أيام جاءتني حكة في نفس الثدي، ونفس المكان الذي توجد فيه العقدة، وأيضًا في بعض مناطق الجسم، كالظهر والفخذ، فهل هذا طبيعي، وله علاقة بالدورة؟

أيضًا لاحظت أنه زاد قلقي وأصبح يأتيني وخز في الكفين، أو في كف واحدة إذا تعرضت لضغط، وأحيانًا بدون ضغط وفي وقت الراحة، هل هذا من التوتر؟ وهل له علاقة بزيادة كريات الدم الحمراء؟ لأني في آخر تحليل لي كانت نسبتها 5.10.

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ GDeei حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قطعًا أنت تعانين من وساوس قهرية ولا شك في ذلك، وحتى الوساوس القهرية قد تكون أسوأ في أحيانٍ كثيرة؛ لأنها تكون مستحوذة ومسيطرة ومُلحة، ويلجأ الإنسان لمحاورتها، ويحاول أن يخضعها للمنطق، وهذا يُعقِّد من الوساوس كثيرة خاصة الوساوس الفكرية.

لا شك أن اطلاعاتك كثيرة في هذا المجال، ومُلمَّة بمبادئ العلاج السلوكي، والذي يقوم على مبدأ مواجهة الوساوس من خلال تحقيرها، وعدم الاسترسال فيها أو تحليلها، والسعي لأن لا تُوضع أجوبة للتساؤلات، إنما تُحقَّر، هذا مهم جدًّا.

والوساوس متداخلة والمخاوف تكون مصاحبة لها؛ لذا أصبت بشيء من عدم الاطمئنان حول وجود ما وُصف بالعقد اللمفاوية في الثدي.

هذا الجانب ما دام الطبيب أوضح لك وقام بالإجراء الطبي الصحيح وأجرى عمل الـ (أولتراساوند)؛ فيجب أن تقتنعي وتثقي في الطبيب، والأطباء يأخذون هذه الأحوال بجدية شديدة جدًّا، وجود مثل هذه الغدة اللمفاوية والأورام حتى وإن كانت صغيرة في الثدي، لا تهاون في هذا الموضوع، الطبيب دائمًا يتخذ أقصى إجراء، وإن كانت هنالك أي شكوك فيمكن أن تُزال جراحيًا، وهي عملية بسيطة جدًّا.

فتعاملي على هذه المنهجية، وأنا أعرف أن فكر المخاوف الوسواسي سوف يكون مُلحًّا عليك، لكن بطرده وتحقيره والإكثار من الدعاء -إنْ شاء الله تعالى- أمورك سوف تسير على خير.

التوتر ليس له علاقة بزيادة كريات الدم الحمراء، التوتر هو جزء من الطاقات النفسية السلبية التي يُصاب بها الإنسان، ويمكن للإنسان أن يُقلل منه من خلال ممارسة تمارين الاسترخاء، والتفكير الإيجابي، وممارسة الرياضة، والتعبير عن الذات؛ لأن هذا فيه فرصة عظيمة جدًّا لأن يزيل الإنسان احتقاناته الداخلية، ومن الضروري – أيتها الفاضلة الكريمة – أن تجعلي لحياتك هدفًا، وأن تجتهدي في هذه المرحلة في دراستك، وأن تكوني مثابرة، وأن تكوني إيجابية... هذا كله ضروري.

بالنسبة للعلاج الدوائي: نعم أراه ضروريًا، كثيرًا من الناس تعاودهم الوساوس من وقت لآخر، خاصة إذا لم تكن إجراءات العلاجات السلوكية قوية وراسخة ومارسها الإنسان يوميًا دون أي تهاون.

الزيروكسات دواء رائع ورائع جدًّا، وتجربتك معه إيجابية في المرة السابقة، فأنا أؤيد تمامًا أن تبدئي في تناوله، وقطعًا إن استشرت طبيبك سوف يُدعّم الرأي الذي قلناه لك، وهذا سوف يُعضد ويقوّي من قناعاتك حول حالتك وعلاجها.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

+++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
وتليها إجابة د. رغدة عكاشة استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.
+++++++++++++++++++

نعم - يا عزيزتي- يوجد في داخل نسيج الثدي عقد لمفاوية, وهذه العقد قد تصاب بالالتهاب والتضخم أيضًا إذا ما أصيب الثدي بالتهاب أو مرض, وأحيانًا قد تتضخم بدون وجود أي مرض واضح.

ومن الممكن رؤية مثل هذه العقد اللمفاوية خلال تصوير الثدي, وهذا يحدث في حوالي 5% من حالات التصوير الروتيني، وبالطبع لا يمكن وضع تشخيص نهائي لطبيعة أي كتلة يتم جسها في الثدي إلا بعد أن يتم سحب عينة منها بإبرة رفيعة, وفحص هذه العينة في المختبر النسجي, فهنالك الكثير من الحالات التي يتشابه منظرها مع منظر العقد المفاوية، ومنها الكتل الدهنية, وغدد الحليب, والتليفات الكيسية، وغير ذلك.

لذلك نصيحتي لك هي: التوجه إلى طبيبة جراحة مختصة؛ من أجل عمل تصوير للثدي, وتحديد إن كنت بحاجة إلى عينة أم لا.

بالنسبة للحكة التي حدثت في الثدي، وفي أنحاء أخرى من الجسم: على الأرجح أن سببها هو حالة حساسية لشيء ما, قد يكون من الملابس، أو في الطعام، أو من الصوابين, أو أي شيء آخر.

وقد تكون هنالك علاقة بين الكتلة وبين الحكة, فبعض الأمراض الجلدية التي تسبب الحكة قد تترافق بارتكاس لمفاوي, أي بظهور غدد لمفاوية, لكن لا علاقة بين عدد الكريات الحمراء, وبين الكتلة التي ظهرت.

لعلاج الحكة يمكنك تناول حبة واحدة يوميًا من حبوب تسمى (زيرتك zyrtic) لمدة أسبوعين, فإن تحسنت الحكة أو اختفت، ولم تظهر أعراض جديدة؛ فهذا هو المطلوب.

أما إن لم يحدث تحسن, أو إن ظهرت أعراض جديدة لم تكن موجودة من قبل؛ فهنا يجب مراجعة الطبيبة لعمل الكشف الطبي ثانية, والتأكد من التشخيص.

نسأله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائمًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية محمد

    يا اختي .مررت بهذه الحالة ..ومع العلاج كنت اقضي معظم الوقت في قراءة القران .واختمه كل اسبوع والحمد لله زال ..
    عليك بالعلاج .وقراءة القران بدون انقطاع
    في الجوال والمصحف ....

  • أمريكا محمد عبد العظيم

    نعم هذه الوساوس تراودني

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً