الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من حالة ضعف وتنميل في جسمي عندما أتعرض لضغوطات الحياة، فما علاج حالتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

منذ فترة ليست بالقصيرة (3 سنوات تقريبا)، وأنا أعاني وبشكل متذبذب ومفاجئ من حالة الضعف في الجانب الأيسر من الجسم بشكل عام، واليد اليسرى بشكل خاص، وتستمر الحالة من نصف ساعة إلى ساعة كاملة.

في بعض الأحيان تأتي الحالة في اليوم الواحد أكثر من مرة، وفي أحيان أخرى لا تأتي لأكثر من أسبوع، وغالبا ما تبدأ بالإحساس بوجود رائحة كريهة، يليها تزايد في دقات القلب، وفقدان للذاكرة بشكل مؤقت، لا أعرف أين أنا؟ ولا أعرف أسماء الأشخاص من حولي؟ ويرافق الحالة صداع شديد وألم في أسفل الرأس والرقبة، والجانب الأيسر من الجسم يكون في حالة خدر، واليد اليسرى تتنمل بشكل كامل، ولا أستطيع تحريكها أبدا أثناء الحالة، ثم تنتهي هذه الحالة بالشعور بنعاس شديد، والرغبة في النوم لمدة نصف ساعة أخرى.

تحدث الحالة -بحسب مشاهدة المقربين- حين أكون في حالة تفكير عميق، أو ضغط نفسي، أو سرحان، أو بدون سبب واضح.

وللعلم قد مررت بضغوطات نفسية كثيرة منذ طفولتي وإلى الآن، فهل يمكن أن تكون هذه العوارض دليلا على وجود سبب عضوي، أم أنها تتعلق بالجانب النفسي؟ وما هي الخطوات التي يجب علي اتباعها للخروج من هذه الحالة؟ وهل هناك فحوصات معينة يمكنني عملها لتحليل الحالة؟

حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم لما فيه الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

كثيرًا ما يعتبر الأطباء مثل حالتك هذه على أنها حالة ليست عضوية، بمعنى أن الجانب النفسي يلعب فيها دورًا كبيرًا، وقد تكون تعبيرًا عن طاقات نفسية سلبية احتقنتْ وتحولتْ إلى هذا العطل أو الضعف، أو شبه الشلل الجزئي والوقتي، والذي يحدث لك في مدة نصف ساعة إلى ساعة كاملة -كما ذكرتِ-.

الذي لاحظته من رسالتك، أن هنالك أمورا مهمة يجب أن نعطيها اعتبارًا كبيرًا، إحساسك بوجود رائحة كريهة، هذا عرض مهم جدًّا، وكذلك الرغبة في النوم بعد انتهاء الحالة، وعلى ضوء ذلك أنا أنصحك أن تذهبي وتقابلي الطبيب، الطبيب النفسي أو طبيب الأعصاب، وذلك لسبب بسيط، وهو أنه في بعض الأحيان قد يكون هنالك اضطرابًا في كهرباء الدماغ في الجهة اليُمنى، وهذا الاضطراب يعطي ما يشبه النوبات الصرعية الجزئية، عملية شمِّ الرائحة، وكذلك النوم الذي يلي النوبة، هذه أعراض مهمة.

أنت محتاجة بالفعل لعدة فحوصات منها:

أولاً: تخطيط الدماغ.
ثانيًا: صورة مقطعية، أو صورة بالرانين المغناطيسي للدماغ من أجل التأكد.

لا تنزعجي أبدًا مما ذكرته لك، فهذا مجرد نوع من التجويد والإجادة الطبية التي أريدك أن تنتفعي بها، وإن شاء الله تعالى يتم علاج الحالة تمامًا، وإذا وجد أي نشاط كهربائي دماغي؛ فقطعًا الطبيب سوف يعطيك عقار (دباكين)، أو (تجراتول)، وسوف تختفي هذه الحالة تمامًا.

بالنسبة للضغوط النفسية: فكل الناس تعرضتْ لها، ولكن تحمُّل الناس يختلف، فاعتبريها تجربة، والتجربة قد انتهت، عيشي الحاضر الآن بقوة، ولا تأسي على الماضي، ولا تخافي من المستقبل.

السرحان والضغوطات النفسية: هذه دائمًا تكون مرتبطة بالقلق، فلا تقلقي –أيتها الفاضلة الكريمة–، فحياتك فيها أشياء طيبة جميلة، استفيدي منها بصورة أكثر فعالية من خلال تنظيم وقتك، وهذا سوف يساعدك كثيرًا، ويزيل عنك القلق.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً