الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلتي في ظهور طفح جلدي وتورم العيون والشفتين، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من مشكلة جلدية، وهي ظهور طفح جلدي، وتورُّم العيون والشفتين والساقين، وإذا لامست جزءًا منها، فإنها تتكون في باقي أجزاء الجسم، ذهبت لأخصائي جلدية، وعملت تحاليل للدم، وطلعت النتائج سليمة، وأعطاني حبوب (انتي هيستامين)، وأنا أستعمل هذه الحبوب منذ سنة تقريبًا، ولم تنتهِ هذه الحساسية.

قبل فترة استعملت حقنة (ديبوفوس)، كل 3 شهور، ولم تعمل شيئًا أيضًا، وفي بعض الأوقات لا أذهب للعمل؛ بسبب هذا التورم، وإن شاء الله أجد العلاج المناسب لهذا الداء.

أرجو الرد في أقرب فرصة ممكنة، وشكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معتز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتصور أن ما تعانى منه –أخانا الكريم- من خلال الوصف المذكور فى الاستشارة، هو ما يعرف بمرض (الأرتيكاريا) أو الشرى، وهو في العادة يظهر في صورة طفح جلدي مرتفع عن الجلد, وانتفاخات مثل الذي حدث معك بالعيون والشفتين, وفي العادة يكون الطفح الجلدي مصحوبًا بحكة, أو وخز, وتوجد بعض الأشكال الإكلينيكية المختلفة الأخرى, وفي الحالات الشديدة يكون الطفح الجلدي مصحوبًا بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء, ويشتكي المريض من ضيق بالتنفس, واضطرابات, وألمٍ بالبطن.

يوجد نوعان رئيسيان من (الأرتيكاريا) التقليدية:

1- النوع الحاد: والذي يلازم المريض لفترة قصيرة أقل من ستة أسابيع, وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية, أو تناول بعض المأكولات, أو الأغذية المحفوظة، مثل: السمك والبيض والمكسرات والكيوي و... أو تناول بعض العلاجات, ومن أهمها: المضادات الحيوية, والتطعيمات, أو بسبب لدغ الحشرات, وبالأخص النحل والدبابير.

2- النوع المزمن: يلازم المريض فترات طويلة, ولا يوجد سبب واضح لحدوثه, وفي الغالب يكون هناك خلل مناعي يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية (الهستامين) في الجلد, وربما الأنسجة الأخرى, والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقًا، وأتصور أنك تعاني من ذلك النوع.

في بعض الحالات تكون (الأرتيكاريا) عرضًا أو جزءاً من أعراض بعض الأمراض المناعية, مثل: الذئبة الحمراء, أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية, مثل: أمراض الغدة الدرقية.

توجد بعض أنواع (الارتيكاريا) أو الشرى غير التقليدية, أو ما يعرف (بالارتيكاريا) المادية أو الفيزيائية, مثل: تلك المرتبطة بالتعرض للماء أو الضعظ على الجلد, أو بداية التعرق, وتغيّر درجة حرارة الجسم.

علاج الشرى أو (الأرتيكاريا): يكون بوصف بعض مضادات (الهستامين) من الجيل الحديث مثل: (fexofenadine 180 mg, Deslorstidine 5mg, Levocetrizine 5mg)، ويكون ذلك كافيًا في أحوال كثيرة, ويمكن إضافة أحد مضادات (الهستامين) التقليدية مثل: (Hydroxyzine 10 mg)، مرة واحدة مساء، و بجرعة تصاعدية إذا كانت الحالة لم تستجب بشكل كامل أو مُرْضٍ, رغم استخدام الأنواع الحديثة بمفردها.

أنصح أن يكون ذلك تحت إشراف طبيب أمراض جلدية متخصص, وأيضًا للتأكد من التشخيص, وسبب حدوثه, وذلك بأخذ التاريخ المرضي للمشكلة بدقة, وفحص الجلد, وطلب بعض الفحوصات المعملية, أو الإجراءات الأخرى اللازمة لذلك , وتوجد بعض العلاجات الأخرى على حسب استجابة المريض.

لا تقلق -أخي الكريم-، وتواصلك مع الطبيب يجب أن يستمر حتى يتم التوصل لنوع وجرعة الداوء أو الأدوية اللازمة للسيطرة علي المشكلة بشكل فعال؛ حتى تمارس حياتك بشكل طبيعي، ولا يجب أخذ حقنة (الديبروفوس) مرة أخرى؛ لأنها نوع من أنواع (الكورتيزون) ممتد المفعول، ولها العديد من الآثار الجانبية السيئة، و(الكورتيزون) لا يستخدم في علاج (الأرتيكاريا) بشكل مستمر، ولكن من الممكن أن يستخدم لمدة محددة في بعض الحالات الحادة.

وفقك الله، وحفظك من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً