الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من عدم الثقة بالنفس مما يؤثر على علاقتي مع الناس، ساعدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من عدم الثقة بالنفس، وعدم الرضا عن شكلي، ولكن لا أحد يعلم بحقيقة شعوري، على الرغم من أن الناس يعجبون بجمالي، إلا أني تأتيني أيام أكون غير راضية عن شكلي أبدا، مما يؤثر على حياتي وعلاقاتي مع الناس، وصداقاتي محدودة جدا، وأريد تكوين صداقات.

ساعدوني وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أختنا الكريمة، ما تعانين منه ربما يكون من ضمن أعراض الرهاب الاجتماعي، وقد يكون سببه أسلوب التنشئة الاجتماعية الذي تعرضت له منذ الطفولة، أو بسبب موقف معين ارتبط بذلك.

فلا بد أن تعلمي أن الله- تبارك وتعالى- خلقك في أحسن تقويم، واحمدي الله على نعمة العقل، فهي أعظم النعم، لذلك فلماذا الخوف؟ ولماذا الرهبة من الناس المخلوقين مثلك؟ فكل الناس لهم محاسن ولهم عيوب، والكمال لله وحده، فتقديرك غير الواقعي للآخرين ولنفسك هو سبب الخوف والتوتر، لأن هذا ناتج عن النظرة السلبية لنفسك، والتقييم المتضخم للآخرين، فحاولي تعداد صفاتك الإيجابية، ولا تقارني نفسك بمن هم أعلى منك في الأمور الدنيوية، وغيري المقياس أو المعيار الذي تقيمين به الناس، فأفضل المقاييس على الإطلاق هو: المقياس المستمد من الكتاب والسنة، فتقوى الله -عزّ وجل- هي المحك الحقيقي لتقييم الشخصيات.

لذلك نقول لك: إن مشكلة تجنب الآخرين وعدم الاحتكاك بهم لا بد من التفكير في حلها بالطرق الواقعية، وأولها: المواجهة وعدم الانسحاب، والتعذر بأسباب واهية، فحاولي رفع شعار مفاده التحدي والمواجهة، ولا تستسلمي للعزلة والوحدة، فكوني مؤثرة لا متأثرة بالآخرين ما دامت لديك صفات وخصال تعجب الآخرين.

وللمحافظة على العلاقة مع الآخرين وزيادة الثقة نرشدك بالآتي:

1- اسعي في مرضاة الله، فإذا أحبك الله جعل لك القبول بين الناس.
2- كوني نموذجاً في الأخلاق واحترام قيم وآراء الآخرين.
3- أفشي السلام على من تعرفين ومن لا تعرفين، وساعدي من يطلب منك المساعدة، واعرضي مساعدتك على من يحتاج لها.
4- قدمي الهدايا لمن حولك حتى ولو كانت رمزية، فإنها تحبب فيك الناس وازهدي فيما عندهم.
5- بادري بمواصلة الآخرين في مناسباتهم الاجتماعية، وشاركيهم في مناسباتهم السارة وغير السارة، ولا تنسحبي بل واجهي مثل هذه المواقف ولو بالتدريج.
6- أحسني الظن دائماَ في الآخرين إلى أن يتبين لك العكس.
8- قومي بتعديد صفاتك الإيجابية، ولا تحقري ما عندك من قدرات وإمكانيات، وحبذا لو كتبتيها وقرأتيها يومياً.
9- لا تقارني نفسك بمن هم أعلى منك في أمور الدنيا، بل انظري إلى من هم أقل منك واحمدي الله على نعمه.
10- عدم تضخيم فكرة الخطأ، وإعطائها حجماً أكبر من حجمها، فكل ابن آدم خطاء وجلّ من لا يخطئ، وينبغي أن تتذكري أن كل من أجاد مهارةً معينة أو نبغ في علمٍ معين مرَ بكثيرٍ من الأخطاء، والذي يحجم عن فعل شيءٍ ما بسبب الخوف من الخطأ، لا يتعلم ولا يتقن صنعته.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً