الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق الرهاب الاجتماعي جعلني حبيس البيت!! فهل من علاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أشكر كل القائمين على هذا العمل المفيد.

لدي مشكلة منذ صغري، وبصراحة الآن فكرت أن أجد حلا لها: أنا أخاف في كثير من المواقف، وأرتجف أحيانا في بعضها، وأبتعد عن المواجهات، وأمشي في الشارع وأنا مرتبك في داخلي، وأحاول أن أخطو كل خطوة بحذر؛ كي لا تبدر مني حركة خطأ، وأخجل كثيرا، وأرتبك من مقابلة أناس جدد.

ليس لدي أسلوب للإقناع، حتى إنني لا أتكلم إلا عند السؤال، وعندما أضحك يستغرب الذي يعرفني؛ لأنني نادرا ما أضحك، وأشعر بضعف الشخصية، وأخاف على مشاعر الآخرين أكثر من اللازم، وأحب الانعزال جدا، حتى وصلت لكره الجلوس مع أحد، وأحيانا لا أذهب إلى العمل لأبقى منعزلا، ولا أجد لذة في فعل شيء، وأشعر بتعب جسدي وكسل أغلب الوقت، وأعاني من تقلب المزاج، وقد تابعت ضغطي لفترة طويلة، وكان على ارتفاع أغلب الأوقات.

راجعت أكثر من طبيب لمعالجة الضغط، ولم ألقَ نتيجة، ومنذ يومين قررت أن أذهب لطبيب نفسي، فقد بدأت أكره نفسي، ولم أجد هنا في (اسطنبول) طبيبا عربيا، بحثت على الانترنت، فوجدت موقعكم الكريم.

أتمنى منكم الاهتمام بأمري، وإذا كان يوجد دواء لحالتي أرجو ذكر اسمه، ومواعيد تناوله.

أرجو إفادتي ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Muaaz حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

حالتك (أخي) بسيطة جدًّا، وهي أنك تعاني مما يُعرف بقلق الرهاب الاجتماعي من الدرجة البسيطة، وكل الذي تحتاجه هو أن تبادر بمفاهيم جديدة عن نفسك، أنا أراك تقلل من قيمة ذاتك، ولا تعطي نفسك حقها، من المفترض –أيهَا الأخ الكريم– أن تعرف مصادر القوة في ذاتك، وتعرف مصادر الضعف، وتسعى لتنمية مصادر القوة، وتُضعف مصادر الضعف.

أنت الحمد لله تعالى شاب، لديك إمكانيات معرفية وذهنية وجسدية ونفسية، ويجب أن تسأل نفسك: (ما الذي يجعلني سلبيًا؟ ما الذي يجعلني أكون متشائمًا؟) ثم تتغلب على هذه الأفكار، العمل قيمة عظيمة جدًّا، يجب أن تذهب إلى عملك، وتكون مجتهدًا ومخلصًا في عملك، العمل من أفضل طرق التأهيل وتطوير المهارات، وتوسيع المعارف.

أكثر من القراءة ومن الاطلاع، وجالس الصالحين والعارفين من الناس، هذه كلها متاحة وكلها سهلة المنال، وسوف تجد أن البؤرة الرئيسة في شخصيتك بدأت تتحسن، بمعنى أنك أصبحت أكثر قناعة أن السلبيات التي تفكر فيها عن نفسك وتقيِّمها على أساسها ليست صحيحة.

أنصحك بحسن إدارة الوقت فهو من أسرار النجاح الكبرى في الحياة.

بالنسبة لموضوع ضغط الدم: هذا موضوع بسيط، أنت ذكرت أنك راجعت أكثر من طبيب لعلاج الضغط ولم تلقَ نتيجة، هذا أمر بسيط جدًّا، والأطباء أستطيع أن أقول جميعهم على وعي وإدراك بارتفاع الضغط وانخفاض الضغط، وما الفحوصات التي يجب القيام بها، وإن كان هنالك ضغط كيف يُعالج.

هذا أمر بسيط، احسمه مع الطبيب، وإن كنت ترى أن الأسباب النفسية هي التي أدت إلى ارتفاع الضغط فهذا ليس صحيحًا، كثيرًا من الناس يرون أن الضغوط النفسية ترفع من ضغطهم، قد يحدث ارتفاع بسيط جدًّا في الضغط الانقباضي، لكن هذا لا يُعتبر ارتفاعًا حقيقيًا في ضغط الدم.

ممارسة الرياضة سوف تكون مفيدة جدًّا لك، فاحرص عليها، وفي ذات الوقت –أخِي الكريم– يمكن أن تتناول أحد الأدوية البسيطة والممتازة جدًّا، الدواء هو (باروكستين) ويسمى تجاريًا (زيروكسات) وفي تركيا قد تجده تحت مسمى تجاري آخر.

الجرعة هي أن تبدأ بنصف حبة –عشرة مليجراما– تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة –أي عشرين مليجرامًا– وتناولها ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً