الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تلازمني حالة اكتئاب وحزن وخوف قبل الولادة وبعدها.. ساعدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ولدت منذ شهر وعانيت من حالة اكتئاب وحزن، وتحسنت حالتي الآن ولكني ما زلت أخاف من الموت، وأفكر فيه طوال الوقت، هل يوجد حل يخلصني من هذا الخوف الشديد، وأعود لحالي قبل الولادة؟ حيث كنت أخاف ولكن في الحد الطبيعي.

أرجو المساعدة، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميادة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله على سلامتك - يا ابنتي- ونسأله عز وجل أن يجعل المولود من أصحاب السعادة في الدارين, وأن يتم عليك بالشفاء التام والعاجل.

إن الحمل والولادة وما يرافقهما من معاناة وتعب, وشعور بالمسؤولية نحو المولود, تعتبر من الحوادث أو الشدات التي قد تثير نوبة الاكتئاب, خاصة عند من لديها استعداد أو من لديها أعراض نفسية سابقة - كما هو الحال عندك -.

بمعنى آخر لقد عملت أحداث الحمل والولادة كعامل محرض لإثارة نوبة الخوف, وما يرافقه من مشاعر سلبية أخري , يمكن تصنيفها كلها تحت مسمى ( اكتئاب ما بعد الولادة ) وهو يحدث بنسبة من 10-15% بين الوالدات حديثًا، هذه الحالة لا تعني فقط الإصابة بالاكتئاب, بل يمكن أن تتظاهر أيضا بحالة من الخوف القلقي تبدأ في خلال 2-3 أسابيع بعد الولادة, وقد تزداد حدتها بعد ذلك إلى أن تصل إلى مرحلة متعبة جدًا قد تؤثر فيها على حياة السيدة, ويبدو بأن هذه هي الحالة عندك, أي أنها حالة قلق وخوف بعد الولادة.

نصيحتي لك كالتالي:

1- أن تدركي بأنك تمرين بمرحلة تمر بها الكثيرات, وهي لا تعني بأن فيك عيبًا أو مشكلة, أو أنك لا تحبين طفلك أو غير كفؤ لأن تكوني أمًا, لذلك تقبلي نفسك على ما هي, وأحسني التعامل معها, وابعدي عن تفكيرك الشعور بالذنب، أو بالنقص, واهتمي بنفسك عن طريق تناول طعام مغذ ومنوع, والنوم بشكل كاف, وطلب المساعدة ممن حولك إن كنت تشعرين بحاجة لذلك.

2- تحدثي عن مشاعرك لشخص تثقين به كزوجك مثلا، أو أمك، أو أختك، أو أي شخص تشعرين بأنه قادر على فهمك, فهذا سيساعدك كثيرًا في تجاوز هذه المرحلة بإذن الله تعالى.

3- احرصي على ممارسة رياضة ما, ومهما كانت, ولتكن رياضة المشي لمدة 20-30 دقيقة, يومًا بعد يوم فالرياضة مهما كانت بسيطة, تساعد في إفراز الجسم لهرمونات مفيدة, تمنع القلق والاكتئاب.

4- استخدمي أسلوب التحدث بمنطق مع نفسك, فقولي لنفسك مثلا: "أنا شابة, وبصحة جيدة, وقد مضى على ولادتي فترة, ومرحلة الخطر بعد الولادة قد انقضت -إن شاء الله-, وأنا لا أعمل في أي مهنة تعرضني للموت أو الخطر, فما هو احتمال الموت الفجائي لمن كانت مثلي؟ وكم مرة سمعت عن نساء في مثل عمري وظروفي توفين فجأة بدون سبب؟ إنه احتمال نادر جدًا بإذن الله تعالى, لذلك إن ما ينتابني من خوف ليس منطقيًا, لكنها أفكار الحاحية ويجب عليّ مقاومتها في كل مرة تراودني".

5- ذكري نفسك دومًا بأنك قوية, وأن طفلك هو إنسان ضعيف, يحتاج إلى قوتك وتركيزك من أجل العناية به, فهذا سيعطيك حافزًا قويًا, لتستنفري كل ما في داخلك من قدرات جسدية ونفسية, لمواجهة الظروف الصعبة والشدات التي قد تنتابك في أي وقت.

6- تناولي بعض الفيتامينات التي كنت تتناوليها خلال الحمل, وأيضًا الفوليك آسيد, وزيت السمك, فهذه من المركبات التي تخفف من هرمونات الشدة في الجسم.

7- إذا شعرت بأن حالة الخوف عندك لم تتحسن وبدأت تؤثر على حياتك وعلى علاقتك بالمحيطين بك, فهنا يجب عليك مراجعة الطبيبة النفسية لعمل فحص وتقييم شامل لك, فقد تحتاجين إلى تناول بعض الأدوية النفسية, وهنالك الكثير منها مما سيفيد في مثل حالتك، ويمكن تناوله حتى خلال الإرضاع.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائمًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً