الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس بعدم التركيز وبصداعٍ وهبوط وعدم واقعية!

السؤال

السلام عليكم.

عمري 28 سنة، متزوجة، ولدي طفلة، حياتي الزوجية جيدة، -الحمد لله- ولكن في ما مضى عانيت في طفولتي، حيث إن والديَّ مطلقان، وعشت مع جدتي، ولا يوجد لدي إخوان من نفس الأم والأب غير أنني حساسة كثيرًا، وأي شيء يؤثر فيّ، ومع الوقت أصبح لدي قلق من كل شيء وتوتر، وعدم اطمئنان.

قبل ثلاث سنوات وأثناء قيادتي للسيارة كانت أمي وأخواتي معي، وأربكوني كثيرًا، خاصة أنني حصلت على (الرخصة) حديثًا في ذلك الوقت, فجأة شعرت بهبوط في جسمي، وعدم إحساس بالأطراف واعتقدت أنني سأموت، ولكنني وقفت على جانب الشارع، وزالت هذه الحالة واستمررت في السواقة، ولكن كنت لا أزال أشعر بالهبوط.

اختفت هذه الأعراض بعد فترة، ولم تأتني إلا مرة واحدة بعد سنة، وكان بسبب إرهاق شديد، في السفر، وقبل أن أركب الطائرة أتتني هذه الأعراض, وتزوجت في تلك الفترة، وحملت بعد شهرين، وفي الشهر التاسع أتتني نفس هذه الحالة، وتوقفت عن السواقة، وذهبت للدكتورة، وكان ضغطي منخفضًا قليلاً، بعد شهرين من الولادة عملت ريجيمًا قويًا، وبعد أن تركته صارت تأتي لي هذه الأعراض بشكل مستمر وبدون سواقة، وخفت قليلاً، ولكن قبل ثلاثة أشهر عملت ريجيمًا مرة ثانية، وأتتني هذه الأعراض بشكل قوي ودائم عندما أقيس الضغط مرات يكون عاديًا، ومرات منخفضًا.

ذهبت لدكتور نفسي، وقال لي: هذا يسمى بنوبات الهلع، وأعطاني فالدوكسان، ولم ينفع معي، ومن ثم أعطاني سيروكسات 12.5 جم لمدة أسبوعين، ثم زاد الجرعة لـ20جم، والآن أتناوله منذ شهر ولكن إلى الآن لم ألحظ تحسنًا، حيث بمجرد خروجي من البيت أحس بعدم تركيز وصداع وهبوط وعدم واقعية، لا أعلم هل هذا مرض نفسي أم عين؟

أرجوكم ساعدوني وأريد أن أعرف هل الدواء مفعوله على المدى القصير أم الطويل؟ أعنى هل بعد أن أشفى بإذن الله وأنتهي من العلاج هل سترجع لي الحالة، وأرجع من الصفر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نورة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل النوبة التي أتتك فيها شيء من سمات نوبات الهرع، أو الفزع، وبعد أن انتهت هذه النوبة بدأ يأتيك ما يمكن أن نسميه بقلق المخاوف الوسواسي من الدرجة البسيطة.

يعتبر الزيروكسات من أفضل الأدوية لعلاج هذه الحالة، وعليك بالصبر عليه، وتناوله بالتزام وذلك من أجل إتاحة الفرصة للدواء ليؤدي فعاليته بصورة كاملة، ومدة العلاج يجب ألا تقل عن ستة أشهر، هذه هي المدة المعقولة جدًّا، والدواء يفيد على المدى القصير وكذلك على المدى البعيد، لكن فائدته على المدى البعيد تتطلب أن ترسّخي المبادئ السلوكية الرئيسية التي تقوم على مبدأ تطوير الذات، والتفكير الإيجابي، وتنظيم الوقت، وتجاهل الأعراض السلبية من قلق وتوتر ومخاوف.

إذًا: التدعيم النفسي السلوكي الذي يقوم على المبادئ التي ذكرناها يعتبر مهمًّا جدًّا حتى لا تحدث انتكاسة.

الحمد لله حياتك فيها أشياء طيبة كثيرة، هذه إيجابيات عظيمة، يجب أن تعولي وتبنِ عليها لتكوني أكثر استقرارًا من حيث الحالة النفسية، فكوني متفائلة، ولا تحتقني ولا تختزني سلبيًا، وعبِّري عن ذاتك، عبّري عن مشاعرك، ورتّبي وقتك كما ذكرت لك.

لديك أشياء كثيرة جميلة يمكن أن تقومي بها في هذه الحياة: الاهتمام ببيتك، بابنتك، بزوجك، التواصل الاجتماعي، بر الوالدين، الإكثار من الاطلاع والقراءة، الترويح عن النفس بما هو طيبٌ وجميل، وأشياء كثيرة جدًّا يمكن الإنسان أن يقوم بها من أجل التأهيل النفسي والوجداني والجسدي.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً